لمن يريد اقتناء الموسوعة العلمية للرموز الاثريه من تأليف الدكتور غالينوس ان يبادر الى مراسلة الدكتور غالينوس على الخاص


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية قوانين المنتدى
العودة   منتدى كنوز ودفائن الوطن > منتدي الاسلامي > الاسلاميات العامة > محمد رسول الله

اعلانات

  انشر الموضوع
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-06-2016, 01:55 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

كتاب الجهاد
باب فضل الجهاد

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : (( قلت يا رسول الله : أي العمل أحب غلي الله تعالي ؟
قال: الصلاة علي وقتها
قلت : ثم أي ؟
قال : بر الوالدين
قلت : ثم أي ؟
قال : الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه.

(وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله : أي العمل) أي الطاعات
(أحب علي الله تعالي) كناية عن الرضى به والثناء علي فاعله أو كثرة إثابته
(قلت : ثم أي ؟ قال :الجهاد في سبيل الله) قال القرطبي خص عليه الصلاة والسلام هذه الثلاثة بالذكر لأنها عنوان علي ما سواها من الطاعات , وان من ضيع الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤنتها وعظم فضلها فهو لما سواها أضيع , ومن لم يبر والديه مع وفور حقهما كان لغيرهما أقل برا , ومن ترك جهاد الكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق أترك .

وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله قال صلى الله علية وسلم: (( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )) متفق عليه.

(وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : لغدوة) الغدوة : المرة من الغدو وهو سير أول النهار نقيض الرواح
(خير من الدنيا وما فيها) وذلك للثواب المرتب علي كل منهما
وقد ورد (إن أقل أهل الجنة منزلة من يعطي قدر الدنيا عشر مرات) فما بالك بأوساطهم فضلا عن أعلاهم.والتفضيل بينه وبين الدنيا باعتبار ما استقر في النفوس من حب الدنيا ورؤيا خيرها , وإلا فلا مناسبة بين ديني عظيم ثوابه باق وبين دنيوي مخدج فان , لكنه صلى الله علية وسلم خاطبنا بما نألف , ويحتمل أن يكون المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن حصلت له الدنيا وأنفقها في طاعة الله غير الجهاد.

وعنه قال : (( قيل : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : لا تستطيعونه , فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا , كل ذلك يقول : لا تستطيعونه , ثم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله )) متفق عليه.

وفي رواية البخاري (( أن رجلا قال يا رسول الله دلني علي عمل يعدل الجهاد ؟
قال : لا أجده , ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر , وتصوم ولا تفطر ؟
فقال : ومن يستطيع ذلك ؟)).

(وعنه قال قيل) أي قال جماعة للنبي صلى الله علية وسلم
(يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله) أي يساويه ويماثله
(فأعادوا عليه) أي السؤال المذكور
(يقول: لا تستطيعونه ثم) بعد أن أبهم عظيم فضله أي صفته العظيمة الشأن التي كادت أن تكون كالمثل
(كمثل الصائم القائم) أي المجتهد
(القانت) أي المطيع (لا يفتر) أي لا يغفل .
(قال لا أجده) أي لا أجد عملا يعدله من حيث الثواب و هذا جواب السؤال
(ثم قال) أي النبي صلى الله علية وسلم مستأنفا مخاطبا للسائل عن ذلك
(هل تستطيع) أي تقدر
(إذا خرج المجاهد) أي للحرب
(ولا تفتر) أي تسكن عن حدتك قال في المصباح : فتر عن العمل فتورا من باب قعد : سكن عن حدته ولان بعد شدته
(وتصوم ولا تفطر)أي تداوم علي الصلاة و الصوم مدة غيبته عن أهله
(فقال) أي ذلك الرجل
(ومن يستطيع ذلك) استفهام إنكاري : أي لا طاقة بذلك وهذا باعتبار العادة البشرية المألوفة , وإلا فذلك داخل تحت الإمكان لاسيما لأرباب المجاهدات .









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 01:57 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

كتاب الجهاد
باب فضل الجهاد

وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : (( قلت يا رسول الله : أي العمل أحب غلي الله تعالي ؟
قال: الصلاة علي وقتها
قلت : ثم أي ؟
قال : بر الوالدين
قلت : ثم أي ؟
قال : الجهاد في سبيل الله )) متفق عليه.

(وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قلت يا رسول الله : أي العمل) أي الطاعات
(أحب علي الله تعالي) كناية عن الرضى به والثناء علي فاعله أو كثرة إثابته
(قلت : ثم أي ؟ قال :الجهاد في سبيل الله) قال القرطبي خص عليه الصلاة والسلام هذه الثلاثة بالذكر لأنها عنوان علي ما سواها من الطاعات , وان من ضيع الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤنتها وعظم فضلها فهو لما سواها أضيع , ومن لم يبر والديه مع وفور حقهما كان لغيرهما أقل برا , ومن ترك جهاد الكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق أترك .

وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله قال صلى الله علية وسلم: (( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )) متفق عليه.

(وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : لغدوة) الغدوة : المرة من الغدو وهو سير أول النهار نقيض الرواح
(خير من الدنيا وما فيها) وذلك للثواب المرتب علي كل منهما
وقد ورد (إن أقل أهل الجنة منزلة من يعطي قدر الدنيا عشر مرات) فما بالك بأوساطهم فضلا عن أعلاهم.والتفضيل بينه وبين الدنيا باعتبار ما استقر في النفوس من حب الدنيا ورؤيا خيرها , وإلا فلا مناسبة بين ديني عظيم ثوابه باق وبين دنيوي مخدج فان , لكنه صلى الله علية وسلم خاطبنا بما نألف , ويحتمل أن يكون المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن حصلت له الدنيا وأنفقها في طاعة الله غير الجهاد.

وعنه قال : (( قيل : يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله ؟ قال : لا تستطيعونه , فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا , كل ذلك يقول : لا تستطيعونه , ثم قال : مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله )) متفق عليه.

وفي رواية البخاري (( أن رجلا قال يا رسول الله دلني علي عمل يعدل الجهاد ؟
قال : لا أجده , ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر , وتصوم ولا تفطر ؟
فقال : ومن يستطيع ذلك ؟)).

(وعنه قال قيل) أي قال جماعة للنبي صلى الله علية وسلم
(يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله) أي يساويه ويماثله
(فأعادوا عليه) أي السؤال المذكور
(يقول: لا تستطيعونه ثم) بعد أن أبهم عظيم فضله أي صفته العظيمة الشأن التي كادت أن تكون كالمثل
(كمثل الصائم القائم) أي المجتهد
(القانت) أي المطيع (لا يفتر) أي لا يغفل .
(قال لا أجده) أي لا أجد عملا يعدله من حيث الثواب و هذا جواب السؤال
(ثم قال) أي النبي صلى الله علية وسلم مستأنفا مخاطبا للسائل عن ذلك
(هل تستطيع) أي تقدر
(إذا خرج المجاهد) أي للحرب
(ولا تفتر) أي تسكن عن حدتك قال في المصباح : فتر عن العمل فتورا من باب قعد : سكن عن حدته ولان بعد شدته
(وتصوم ولا تفطر)أي تداوم علي الصلاة و الصوم مدة غيبته عن أهله
(فقال) أي ذلك الرجل
(ومن يستطيع ذلك) استفهام إنكاري : أي لا طاقة بذلك وهذا باعتبار العادة البشرية المألوفة , وإلا فذلك داخل تحت الإمكان لاسيما لأرباب المجاهدات .









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 01:58 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار

قال الله تعالى ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ سورة الحج آية 32

المقصود هو الدعاء إلى إتيان محل الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار؛ لما في ذلك من سكون النفس فيدخل في العبادة بخشوع وخضوع بخلافه إذا عدا في الطريق بذلك فلا يأتي إلا وهو مضطرب من إسراع المشي فيصده ذلك عن كمال الخشوع أو أصله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا متفق عليه.

(إذا أقيمت الصلاة) بذكر كلمات الإقامة ومثله أو إذا لم تقم ولكن خشي قيامها
(فلا تأتوها) ندبًا
(وأنتم تسعون) ولا يخالفه قوله تعالى إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ لأن المنهي عنه السعي بمعنى العدو والإسراع في المشي، والمأمور به المضي فيها
(وأتوها) ندبًا
(وأنتم تمشون) مشيًا بلا إسراع ينافي الوقار كما يدل عليه تقييده بجملة
(وعليكم السكينة) وذلك مندوب إليه ما لم يعد مقصرًا بالتأخير في الجمعة بحيث ينسب إليه التفويت وإلا فيجب عليه الإسراع حينئذ
(فما أدركتم) أي من الصلاة مع الإمام فصلوها
(وما فاتكم) معه
(فأتموا) أي أكملوا وحدكم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع رواه البخاري وروى مسلم بعضه.

(أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم) أي قريبًا منه بحيث يعد عرفًا أنه مصاحب له
(يوم عرفة) أي عقبه بعد مغيب شمسه كما جاء التصريح بذلك في حديث جابر
(فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا) أي صوت ذلك
(وصوتًا للإبل) أي من الرغو
(فأشار بسوطه إليهم) أي تأنوا ودعوا العجلة، وقال زيادة في البيان
(عليكم بالسكينة) أي الزموا السكينة
(فإن البر) أي الطاعة
(ليس بالإيضاع) أي الإسراع وإنما هو بالخضوع والخشوع والاستكانة لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 01:59 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الاستخارة والمشاورة

قال الله تعالى : وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ - سورة آل عمران آية من الآية 159

وقال تعالى وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ - سورة الشورى من الآية 38

الاستخارة أي سؤال خير الأمرين والتوفيق له، أما المشاورة فهي للغير عند إرادة شيء ما.

عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به قال: ويسمي حاجته رواه البخاري.

(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة) أي طلب الخيرة: أي يعلمهم كيفيته من صلاة ودعاء
(في الأمور كلها) التي يريد الإقدام عليها بشرط أن تكون مباحة
(كالسورة من القرآن) أي تعليمها كتعليم السورة، وهذا فيه بيان إتقانه للذكر وعدم اشتباهه عليه
(يقول:إذا هم أحدكم بالأمر) الجائز فعلاً أو تركًا
(فليركع) ندبًا
(ركعتين) بيان لأقل ما تحصل به
(من غير الفريضة) بيان للأكمل وإلا فيحصل فضلها بما إذا صلى فريضة أو راتبة ونوى بها الاستخارة
(ثم ليقل) أي عقب فراغه من الصلاة مستقبل القبلة رافعًا يديه بعد الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ هما سنتان في كل دعاء
(اللهم إني أستخيرك بعلمك) أي أسألك أن تشرح صدري لخير الأمرين بسبب علمك بكيفيات الأمور وجزئياتها
(وأستقدرك بقدرتك) أي أسأل منك أن تقدرني على خير الأمرين
(وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر) على كل ممكن تعلقت به إرادتك
(ولا أقدر وتعلم) كل شيء كلي وجزئي وممكن وغيره
(ولا أعلم) أي شيء من ذلك إلا ما علمتني
(وأنت علام الغيوب) لا يشذ عن علمك منها شيء ولا يحيط أحد من خلقك منها بشيء إلا ما علمته باطلاع على جزئياتها
(اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر) أي الذي عزمت عليه
(خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري) بأن لا يترتب عليه نقص ديني ولا دنيوي
(أو) شك من الراوي
(قال:عاجل أمري وآجله) هذا إطناب لشمول ديني ومعاشي لذلك
(فاقدره لي) أي اقض به وهيئه لي
(ويسره لي) عطف تفسير أو أخص؛ إذ الإقدار قد يكون نوع مشقة
(ثم) إذا حصل لي
(بارك لي فيه) بنموه ونمو آثاره وسلامتها من جميع القواطع
(وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه) صرح به للمبالغة والتأكيد لأنه يلزم من صرفه عنك صرفك عنه وعكسه، ويصح كونه تأسيسًا بأن يراد بإصرفه عني: لا تقدرني عليه، وبإصرفني عنه: لا تبق في باطني اشتغالاً به
(واقدر لي الخير) أي ما فيه ثواب ورضا منك على فاعله
(حيث كان) أي قدرني على فعله في أي مكان وأي زمان حصل
(ثم أرضني به) حتى لا أزدري شيئًا من نعمك ولا أحسد أحدًا من خلقك، وحتى أندرج في سلك الراضين الممدوحين بقولك رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
(ويسمي حاجته) عطف على فليقل، أي فليقل ذلك مسميًا حاجته فيقول: اللهم إن كنت تعلم أن حجي هذا العام مثلاً.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 01:59 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة ظاهرة أو اندفاع بلية ظاهرة

(سجود الشكر) هو ساجدة واحدة تطلب خارج الصلاة , ويشترط لها شروط الصلاة , وأركانها النية وتكبيرة الإحرام, وأركان السجود و السلام
(عند حصول نعمة ظاهرة) أي هجومها سواء كانت مما يتوقعها أو لا, لكن يظهر من قولهم هجومها انه يشترط ألا يكون متوقعا لها, وسواء عمت النعمة المسلمين أو خصت كما صرح به المصنف وغيرة
(أو اندفاع بلية ظاهرة) ولو تصدق أو صلى شكراً فحسن

عن سعد ابن أبى وقاص رضى الله عنه قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله علية وسلم من مكة نريد المدينة, فلما كنا قريباً من عزوزاء نزل ثم رفع يديه فدعا الله ساعة ثم خر ساجداً فمكث طويلاً ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجداً, فعله ثلاثاً, قال: إني سألت ربي وشفعت لامتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجداً لربي شكراً, ثم رفعت رأسي فسألت ربي فأعطاني ثلث أمتي, فخررت ساجداً لربي شكراً, ثم رفعت رأسي فسألت ربي فأعطاني الثلث الآخر, فخررت ساجداً لربي)
رواه أبو داود .

(فلما كنا قريباً من عزوزاء) موضع بين مكة والمدينة
(لم نزل) أي عن راحلته
(ثم رفع يديه فدعا الله) سبحانه وتعالى
(ساعة) فيه استحباب رفع اليدين في كل دعاء
(ثم خر) أي سقط بعزمه
(ساجدا) والسجود هو وضع الجبهة مكشوفة على الأرض وهو غاية الخرور ونهاية الخضوع
(فمكث) أي أقام
(طويلاً) فيه فضيلة تطويل سجدة الشكر, ومثلها سجدتا السهو والتلاوة وغيرهما
(ثم قام) أي من سجوده وسلم
(فرفع يديه) أي للدعاء
(ساعة) ويحتمل أن يكون المراد ثم قام الدعاء بعد التحلل من سجدة الشكر, فيؤخذ منه ندب القيام للدعاء بعد التحلل من سجدة الشكر
(ثم خر ساجداً) لله عز وجل
(فعله) أي ما ذكر من الخرور والسجود
(وشفعت لامتي) (لكل نبي دعوة مستجابة وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي) (ثلث أمتي) أي أن يدخلهم الجنة
(شكرا) أي خرور وشكر أي ولما استجاب الله دعوته في أمته وذلك من اعظم النعم عنده أتمها خر ساجداً شكراً لذلك ففيه استحباب سجود الشكر عند تجدد النعمة, وظاهر الحديث أن سجوده كان خارج الصلاة وهو كذلك فإنها لا تشرع فيه
(ثم رفعت رأسي) أي من سجدة الشكر
(فأعطاني ثلث أمتي) الثاني أي أن يدخلوا الجنة .









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:02 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل قيام الليل

قال الله تعالى: ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) - الإسراء/79
قال الله تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) السجدة/16
قال الله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) الذاريات/17

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً؟) متفق عليه

(وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من الليل) أي بعضه ولم يستوف ليلة بالقيام على أمته
(حتى تتفطر) أي تتشقق
(قدماه) أي دأب في الطاعة إلى تفطر قدميه من طول القيام واعتماده عليها
(فقلت له : لم تصنع هذا) سؤال عن حكمة الدأب والتشمير في الطاعة
(يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) أتت به طبق الآية المكني بها عن رفعة شأنه وعلو مكانه, لا أن هناك ذنبا فيغفر لوجوب العصمة له كسائر الأنبياء
(؟ قال : أفلا أكون عبداً شكوراً) أي أأترك صلاتي لأجل مغفرته فلا أكون عبدا شكورا؟ ظن السائل تحمل مشاق الطاعة خوف الذنب, أو رجاء العفو فبين صلى الله علية وسلم أن له سببا آخر هو أعلى وأكمل وهو الشكر على التأهل لها مع المغفرة وإجزال النعمة, والشكر: الاعتراف بالنعمة والقيام بالخدمة.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:03 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الذكر في السجود

أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال أخبرني صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال ‏(‏كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا سجد قال اللهم لك سجدت ولك أسلمت وبك آمنت أنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين‏).

أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن سعد عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ‏(‏ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا وساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم‏).‏

أخبرنا الربيع قال أخبرني الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ‏"‏ أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل إذا كان ساجدا ألم تر إلى قوله عز ذكره ‏{‏واسجد واقترب‏}‏ يعني افعل واقرب‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ ويشبه ما قال مجاهد، والله تعالى أعلم ما قال وأحب أن يبدأ الرجل في السجود بأن يقول سبحان ربي الأعلى ثلاثا ثم يقول ما حكيت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقوله في سجوده ويجتهد في الدعاء فيه رجاء الإجابة ما لم يكن إماما فيثقل على من خلفه، أو مأموما فيخالف إمامه ويبلغ من هذا إماما ما لم يكن ثقلا ومأموما ما لم يخالف الإمام‏.‏

فضل الجماعة والصلاة معهم
[‏قال الشافعي‏]‏ رحمه الله تعالى‏:‏ أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة‏)‏.

أخبرنا الربيع قال‏:‏ أخبرنا الشافعي قال‏:‏ أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا‏)‏‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ والثلاثة فصاعدا إذا أمهم أحدهم جماعة، وأرجو أن يكون الاثنان يؤم أحدهما الآخر جماعة، ولا أحب لأحد ترك الجماعة ولو صلاها بنسائه، أو رقيقه، أو أمه، أو بعض ولده في بيته وإنما منعني أن أقول صلاة الرجل لا تجوز وحده وهو يقدر على جماعة بحال تفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الجماعة على صلاة المنفرد ولم يقل لا تجزئ المنفرد صلاته وإنا قد حفظنا أن قد فاتت رجالا معه الصلاة فصلوا بعلمه منفردين وقد كانوا قادرين على أن يجمعوا وأن قد فاتت الصلاة في الجماعة قوما فجاءوا المسجد فصلى كل واحد منهم متفردا وقد كانوا قادرين على أن يجمعوا في المسجد فصلى كل واحد منهم منفردا وإنما كرهوا لئلا يجمعوا في مسجد مرتين ولا بأس أن يخرجوا إلى موضع فيجمعوا فيه وإنما صلاة الجماعة بأن يأتم المصلون برجل فإذا ائتم واحد برجل فهي صلاة جماعة وكلما كثرت الجماعة مع الإمام كان أحب إلي وأقرب إن شاء الله تعالى من الفضل‏.‏

ما يؤمر به في ليلة الجمعة، ويومها
‏[‏قال الشافعي‏]‏ رحمه الله تعالى‏:‏ بلغنا عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ‏(‏أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإني أبلغ وأسمع‏)‏ قال، ويضعف فيه الصدقة، وليس مما خلق الله من شيء فيما بين السماء والأرض يعني غير ذي روح إلا وهو ساجد لله تعالى في عشية الخميس ليلة الجمعة فإذا أصبحوا فليس من ذي روح إلا روحه روح في حنجرته مخافة إلى أن تغرب الشمس فإذا غربت الشمس أمنت الدواب، وكل شيء كان فزعا منها غير الثقلين‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ وبلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ‏(‏أقربكم مني في الجنة أكثركم علي صلاة فأكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء، واليوم الأزهر‏)‏‏.‏

‏ [‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ يعني، والله تعالى أعلم يوم الجمعة‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني صفوان بن سليم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ‏(‏إذا كان يوم الجمعة، وليلة الجمعة فأكثروا الصلاة علي‏)‏‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال‏:‏ ‏(‏أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة‏)‏‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ وبلغنا أن من قرأ سورة الكهف وقي فتنة الدجال‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ وأحب كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل حال، وأنا في يوم الجمعة، وليلتها أشد استحبابا، وأحب قراءة الكهف ليلة الجمعة، ويومها لما جاء فيها‏.‏

ما جاء في فضل الجمعة
‏ [‏قال الشافعي‏]‏ رحمه الله تعالى‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد قال‏:‏ حدثني موسى بن عبيدة قال‏:‏ حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنه سمع أنس بن مالك يقول ‏(‏أتى جبريل بمرآة بيضاء فيها وكتة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ما هذه‏؟‏ فقال هذه الجمعة فضلت بها أنت، وأمتك فالناس لكم فيها تبع اليهود، والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- يا جبريل، وما يوم المزيد‏؟‏ فقال‏:‏ إن ربك اتخذ في الفردوس، واديا أفيح فيه كثب مسك فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله تبارك وتعالى ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، والصديقين، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت، والزبرجد عليها الشهداء، والصديقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب فيقول الله عز وجل أنا ربكم قد صدقتكم، وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول الله عز وجل قد رضيت عنكم، ولكم ما تمنيتم، ولدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربك تبا رك اسمه على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة‏)‏،

أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد عن أبيه عن جده ‏(‏أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال‏:‏ يا رسول الله أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير‏؟‏ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه خمس خلال فيه خلق آدم، وفيه أهبط الله عز وجل آدم عليه السلام إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله تعالى إياه ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض، ولا جبل إلا وهو مشفق من يوم الجمعة‏)‏‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ أخبرنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ‏(‏أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال‏:‏ فيه ساعة لا يوافقها إنسان مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده يقللها‏)‏.

أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‏(‏خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه إياه‏)‏‏.‏

قال أبو هريرة قال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة في يوم الجمعة فقلت له‏:‏ وكيف تكون آخر ساعة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ‏"‏ لا يصادفها عبد مسلم، وهو يصلي ‏"‏، وتلك ساعة لا يصلى فيها‏؟‏ فقال عبد الله بن سلام‏:‏ ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‏(‏من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ فقلت بلى قال‏:‏ فهو ذلك‏.‏ ‏

[‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ‏(‏سيد الأيام يوم الجمعة‏)‏‏.‏

باب ذكر الله عز وجل على غير وضوء
‏ [‏قال الشافعي‏]‏ رحمه الله تعالى‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد قال أخبرني أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر ‏(‏أن رجلا مر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلم عليه الرجل فرد عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما جاوزه ناداه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال إنما حملني على الرد عليك خشية أن تذهب فتقول إني سلمت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يرد علي فإذا رأيتني على هذه الحال فلا تسلم علي فإنك إن تفعل لا أرد عليك‏)‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد عن أبي الحويرث عن الأعرج عن ابن الصمة قال ‏(‏مررت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يبول فسلمت عليه فلم يرد علي حتى قام إلى جدار فحته بعصا كانت معه ثم مسح يديه على الجدار فمسح وجهه وذراعيه ثم رد علي‏)‏ أخبرنا إبراهيم عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار ‏(‏أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى بئر جمل لحاجته ثم أقبل فسلم عليه فلم يرد عليه حتى تمسح بجدار ثم رد عليه السلام‏)‏‏.‏

‏ [‏قال الشافعي‏]‏‏:‏ والحديثان الأولان ثابتان، وبهما نأخذ وفيهما وفي الحديث بعدهما دلائل منه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى فإذا رده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل التيمم وبعد التيمم في الحضر والتيمم لا يجزي المرء وهو صحيح في الوقت الذي لا يكون التيمم فيه طهارة للصلاة دل ذلك على أن ذكر الله عز وجل يجوز والمرء غير طاهر للصلاة‏.‏

قال‏:‏ ويشبه - والله تعالى أعلم - أن تكون القراءة غير طاهر كذلك؛ لأنها من ذكر الله تعالى‏.‏

قال‏:‏ ودليل على أنه ينبغي لمن مر على من يبول أو يتغوط أن يكف عن السلام عليه في حالته تلك ودليل على أن رد السلام في تلك الحال مباح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رد في حالته تلك وعلى أن ترك الرد حتى يفارق تلك الحال ويتيمم مباح ثم يرد وليس ترك الرد معطلا لوجوبه ولكن تأخيره إلى التيمم‏.‏

قال‏:‏ وترك رد السلام إلى التيمم يدل على أن الذكر بعد التيمم اختيارا على الذكر قبله وإن كانا مباحين لرد النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل التيمم وبعده‏.‏

قال‏:‏ فإن ذهب ذاهب إلى أن يقول لما تيمم النبي -صلى الله عليه وسلم- رد السلام؛ لأنه قد جاز له قلنا بالتيمم للجنازة والعيدين إذا أراد الرجل ذلك وخاف فواتهما قلنا والجنازة والعيد صلاة والتيمم لا يجوز في المصر لصلاة فإن زعمت أنهما ذكر جاز العيد بغير تيمم كما جاز في السلام بغير تيمم‏.‏

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:04 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل الإحسان إلي المملوك

وعن ابي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عاية وسلم قال : ((إذا أتي أحدكم خادمه بطعامه , فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي علاجه )) رواه البخاري .

وعن ابي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عاية وسلم قال : إذا أتي أحدكم خادمه) يشمل الأجير والرقيق وغيرهما من الخادم بالنفقة من غير عقد إجارة أو علي سبيل التبرع بها .
( بطعامه , فإن لم يجلسه معه) كما هو الأفضل لما فيه من التواضع وعدم الترفع علي المسلم
(لقمة أو لقمتين) في المصباح : اللقمة من الخبز
(أو) شك من الراوي
(فإنه ولي علاجه) قال في النهاية : أي عمله وقال غيره : أي مزاولته من تحصيل آلاته ووضع القدر علي النار وغير ذلك .









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:04 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل السلام والأمر بإفشائه

قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا - سورة النور من الآية 27
وقال تعالى فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً - سورة النور من الآية 61
وقال تعالى وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا - سورة النساء من الآية 86

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف متفق عليه.

(أي الإسلام) أي خصاله
(خير؟) أي أكثر ثوابًا عند الله تعالى
(تطعم الطعام) وذلك لما فيه من تحمل كلفة الفقر ودفع الحاجة عنه، ودخل فيه جليل الطعام وحقيره وقليله وكثيره
(وتقرأ السلام) أي تسلم
(على من) أي الذين
(عرفت ومن لم تعرف) الغرض من هذا إشاعة السلام ونشره بين الناس لأنه سبب من أسباب المودة بينهم.

عن أبي عبادة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار القسم متفق عليه.

(أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع) المراد منه هنا ما يشمل أمر الوجوب والاستحباب
(بعيادة المريض) أي زيارته فيسن زيارة كل مريض من المسلمين بأي مرض كان، وهي سنة وقيل فرض كفاية
(واتباع الجنائز) أي تشييعها
(وتشميت العاطس) إذا حمد الله تعالى بأن تقول: يرحمكم الله
(ونصر الضعيف) أي إعانته على من ظلمه بالحيلولة بينهما وإعلاء حجته
(وعون المظلوم) بالقول والفعل حتى يندفع عنه أذى الظالم
(وإفشاء السلام) أي إشاعته ونشره
(وإبرار القسم) أي إمرار الحلف، أي إذا حلف إنسان على عمل شيء كأن يقول والله ليصلين مثلاً فيطلب منك إعانته على إبرار قسمه بفعلك الصلاة لينجو من الحنث.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم رواه مسلم.

(لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا) فالجنة محرمة على الكافر كما قال الله تعالى إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
(ولا تؤمنوا) أي إيمانًا كاملاً
(حتى تحابوا) أي يحب بعضكم بعضًا، وبالرغم من أن المحبة أمرًا قهريًا لا اختيار فيه على الأصح في ذلك، فإن الأسباب المؤدية إليها أرشد إليها بقوله
(أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) أي أظهروه بينكم؛ وذلك أن الله تعالى جعل إشاعة السلام وإذاعته سببًا للتوادد.

عن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: »يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام« رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.

(أفشوا) أي أشيعوا وانشروا
(السلام) بينكم، والابتداء به سنة والرد واجب كفاية على الأصح.
(وأطعموا الطعام) ندبًا في نحو الضيافة، وفرض كفاية لسد حاجة المحتاج
(وصلوا الأرحام) فصلة الرحم واجبة في الجملة وقطيعتها معصية كبيرة، وإن كانت الصلة درجات وبعضها أرفع من بعض
(وصلّوا بالليل والناس نيام) أي تهجدوا
(نيام تدخلوا الجنة بسلام) جواب لمقدر: أي إن فعلتم ما ذكر تدخلوها متلبسين بالسلام من الآفات التي تكون في غيرها، وبه سميت دار السلام على أحد الأقوال، والمراد دخولها مع الناجين، وإلا فدخولها لأهل الإيمان واجب بالوعد الذي لا يخلف. ويحتمل أن المراد مطلق دخولها مع الناجين فيكون فيه تبشير فاعل هذه الأمور بالموت على الإسلام ليكون من أهلها.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:05 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل السماحة في البيع والشراء

عن جابر رضى الله عنه رسول الله صلى الله علية وسلم قال:((رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )) رواه البخاري.

(إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه بسهولة والمراد بالسماحة ترك المضاجرة ونحوهما لا المماكسة في ذلك .

وعن أبي قتادة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول : (( من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه )) رواه مسلم.

(وعن أبي قتادة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول من سره) أي أفرحه
(أن ينجيه الله) أي يجعله ذا نجاه
(من كرب) وهي غم يأخذ بالنفس لشدته .عن معسر) أي ليؤخر مطالبة الدين عن المدين المعسر , وقيل معناه يفرج عنه
(أو يضع عنه) أي يحط عنه وهذا مقتبس من قوله تعالي
وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ

وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم :(( كان رجل يداين الناس , وكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا , فلقي الله فتجاوز عنه )) متفق عليه.

(وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم :كان رجل) أي ممن قبلكم
(وكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا) أي لمطالبة ما عنده
(فتجاوز عنه) يدخل في التجاوز الإنذار والوضيعة وحسن التقاضي
(لعل الله أن يتجاوز عنا) فيكون الجزاء من جنس العمل
(فلقي الله) كناية عن الموت أو لقيه بعده
(فتجاوز) أي عفا .

وعن ابن هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم:(( من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله )) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.

(وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم:من أنظر معسرا) أي أخر مطالبته
(أو وضع) أي حط
(له) أي لأجله أو عنه
(أظله الله) من حر الشمس التي تدنو من العباد قدر ميل
(الله يوم القيامة تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) ففيه غاية التشريف وقد تقدم عدة من يظلهم الله تحت ظله وأنها تسعة وثمانون خصلة .









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:05 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب كيفية السلام

يستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحدًا، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

(جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال) أي الرجل
(السلام عليكم، فرد عليه) أي النبي صلى الله عليه وسلم بأن قال له وعليكم السلام
(ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر) أي ما أتى به من الدعاء بالسلام حسنة وهي بعشر
(ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه) ظاهر اللفظ أنه صلى الله عليه وسلم قال: وعليكم السلام ورحمة الله، ويحتمل أنه زاد في الرد فيها وفيما قبلها
(فجلس، فقال: عشرون) أي الدعاء بالسلام والدعاء بالرحمة عشرون حسنة لما مر
(ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ثلاثون) أي حسنة لأن الحسنة يجزى صاحبها بعشر أمثالها، وذلك بناء على أن كلا من السلام ورحمة الله وبركاته حسنة مستقلة، فإذا أتى بواحدة منها حصل له عشر حسنات، وإن أتى بها كلها حصل له ثلاثون حسنة، وذلك لكل من البادئ والراد.

ومن هنا يتضح أن أفضل صيغ الابتداء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأفضل صيغ الرد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأقل واجب الرد عليكم السلام، لا مجرد قوله عليكم أو وعليكم من غير ذكر السلام.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: »هذا جبريل يقرأ عليك السلام، قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته« متفق عليه.

(قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل يقرأ عليك السلام) وهذا يقتضي أنه صلى الله عليه وسلم كان حاضرًا حينئذ، كما يوحي به أيضًا اسم الإشارة: هذا
(قالت: قلت) امتثالاً لأمر الله تعالى وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا
(وعليه السلام ورحمة الله وبركاته) فأتت بأحسن صيغ الرد. ويحتمل أنها زادت على سلام جبريل مما يومئ إليه ظاهر قوله: يقرأ عليك السلام، ويحتمل أن مراده صلى الله عليه وسلم أن جبريل يقرأ عليك السلام التام وأتى به بأفضل صيغ الابتداء، فيكون ما صنعته عائشة من الرد بالمثل؛ إذ لم يبق بعد وبركاته ما يزاد.

عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يومًا وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم« رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

(مر في المسجد) الظاهر أن
(أل) فيه للعهد الذهني، أي المسجد النبوي، ويحتمل غيره
(وعصبة من النساء) أي نحو العشرة
(قعود) أي جالسات في المسجد
(فألوى بيده بالتسليم) أي أشار بيده. وهذا محمول على أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظ: فقال لهن السلام عليكن، والإشارة باليد اليمين لتنبههن لسلامه؛ وكان ذلك لعدم مبالغته في الجهر بالسلام مع بعدهن في الجملة.

عن أبي جُرَيّ الهُجَيمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال: لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى« رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

(فقلت: عليك السلام يا رسول الله) أي مبتدئًا بذلك
(فقال:لا تقل) أي ندبًا
(عليك السلام) أي مبتدئًا
(فإن عليك السلام تحية الموتى) أي إن هذا اللفظ يستحب في تحية الموتى فرقًا بينها وبين تحية الأحياء.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:06 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب تعظيم حرمات المسلمين

قال تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ
وقال تعالى: لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ - سورة الحجر آية 88

عن أبى موسى قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا,وشبك بين أصابعه))متفق عليه.

( المؤمن للمؤمن كالبنيان) فالمؤمن مبتدأ, وقوله كالبنيان خبره
وقوله:(يشد بعضه بعضا) جملة استئنافية لبيان وجه الشبه, قال القرطبى: هذا تمثيل يفيد الحض على معاونة المؤمن للمؤمن ونصرته, وأن ذلك أمر متأكد لابد منه, فان البناء لا يتم ولا تحصل فائدته إلا بأن يكون بعضه يمسك بعضا ويقويه.وان لم يكن ذلك انحلت أجزاؤه وخرب بناؤه, وكذا المؤمن لا يشتغل بأمر دنياه و دينه إلا بمعاونة أخيه ومناصرته
(وشبك) يحتمل أن يكون النبى وأن يكون الراوى
(بين أصابعه) وذلك تقريب لوجه التشبيه وبيان للتداخل
(متفق عليه) أخرجه البخارى فى الصلاة والأدب, ومسلم فى الأدب, ورواه الترمذى فى الزهد, والنسائى فى الإيمان.

وعن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) متفق عليه.

(لا يؤمن أحدكم) أى إيمانا كاملا
(حتى يحب لأخيه) أى المسلم فيجب على كل مسلم من حيث انه مسلم أن لا يخص أحدا منهم دون الأخر لأن إضافة المفرد تفيد العموم
(ما يحب لنفسه) من الطاعات و المباحات, و يبغض له ما يبغضه لنفسه.

قال العلماء فى هذا الحديث من الفقه أن المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة فينبغى أن يحب له ما يحب لنفسه من حيث انها نفس واحدة كما فى الحديث (المسلمون كالجسد الواحد).

و عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه, ولا يسلمه, من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته, ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة, ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )) متفق عليه.

(المسلم أخو المسلم) قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ قال البيضاوى: أى من حيث أنهم منسوبون إلى أصل هو الإيمان
(لا يظلمه) بأن يأخذ من ماله أو حقه بغصب أو نحوه, ولا يسلمه إلى عدو متعد عليه عدوانا, بل ينصره ويدفع الظلم عنه و يدفعه عن الظلم
(ولا يسلمه) إلى عدوه ونه نفسه التى هى أمارة بالسوء و الشيطان, فيحول بينه وبين دواعى النفس من الشهوات, وبينه وبين الشيطان الذى يأمره بالسوء و الفحشاء, وبينه وبين العدو الباغى عليه بالظلم و الاعتداء
(من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته) أى كل ما يحتاج إليه, كان الله فى حاجته جزاء له وثوابا له كما قال تعالى: هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ

وروى الطبرانى مرفوعا (من سعى فى حاجة أخيه المسلم قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, وكتب له براءتان: براءة من النار, وبراءة من النفاق) و أورده فى الفتح المبين شرح الأربعين .
(ومن فرج عن مسلم كربة) بتشديد الراء و ضم الكاف: الهم الذى يأخذ النفس
(فرج الله عنه بها) بتلك المرة من التفريج
(كربة من كرب يوم القيامة) جمع قربة كقربة وقرب
(ومن ستر مسلما) بأن علم منه معصية فيما مضى فلم يخبر بها حاكما وهذا للندب, إذ لو لم يستره ورفعه لحاكم لم يأثم إجماعا بل ارتكب خلاف الأولى أو مكروها, أما كشفها لغير الحاكم كالتحدث بها فذلك غيبة شديدة الإثم والوزر, ويندب لمن جاءه تائب نادم أقر بحد ولم يفسره أن لا يستفسره بل يأمره بستر نفسه كما
(ستره الله يوم القيامة) أى لا يعاقبه الله على ما فرط منه لأنه تعالى كريم, وستر العورة من الحياء والكرم, ففيه تخلق بخلق الله, والله يحب المتخلق بأخلاقه.
0









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:06 AM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الإصلاح بين الناس

قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ
وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ

عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول:((ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس, فينمى خيرا أو يقول خيرا )).متفق عليه

وفى رواية مسلم زيادة (( قالت: ولم أسمعه يرخص فى شئ مما يقول الناس إلا فى ثلاث, تعنى الحرب و الإصلاح بين الناس و حديث الرجل امرأته وحديث المرأة لزوجها)).متفق عليه

(ليس الكذاب) أى إثم الكذب أو معناه ليس بكثير الكذب
(الذى يصلح بين الناس) أى يكذب للإصلاح بين المتباغضين لأن هذا الكذب يؤدى الى الخير
(فينمى خيرا) أى يبلغ خبرا فيه خير
(أو) شك من الراوى, أى شك هل قال: (فينمى خيرا أو قال يقول خيرا).

وفى رواية مسلم لهذا الحديث فى بعض طرقه زيادة على الرواية المتفق عليها
(قالت) أى أم كلثوم
( يرخص) من الترخيص
(فى شئ مما يقول الناس) أى انه كذب
( إلا فى ثلاث) أى من خصال
( تعنى) أى أم كلثوم بتلك الثلاث
(الحرب) كأمن يقول لأعداء الدين: مات كبيركم أو لنل جيش كبير يأتينا, أو نحو ذلك مما فيه مصلحة عامة للمسلمين, فيجوز ارتكاب الكذب لعظم النفع
(والإصلاح بين الناس) بأن يقول مثلا لزيد: رأيت محمد, يعنى عدوه يحبك و يثنى عليك خيرا وذلك ليصلح بينهما
(وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها) كأن يقول أحدهما للآخر لا أحد أحب الي منك, فهذا الكذب جائز لعظم المصلحة المترتبة عليه.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:07 AM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل ضعفة المسلمين

عن حارثة بن وهب رضى الله عنه قال: سمعت رسول اله صلى الله علية وسلم يقول: (( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو يقسم على الله لأبره, ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر )) متفق عليه

(ألا) حرف استفتاح لتنبيه السامع للكلام الآتى بعده
(أخبركم بأهل الجنة) أى بمعظمهم
(كل ضعيف) أى نفسه ضعيفة لتواضعه وضعف حاله فى الدنيا
(متضعف) يعنى أن الناس يقهرونه ويستضعفونه ويفخرون عليه لضعف حاله فى الدنيا, وقيل المراد أنه يستضعف: أى يخضع لله سبحانه ويذل له نفسه
(لو يقسم على الله لأبره) أى لأبر قسمه: أى لو حلف يمينا طمعا فى كرم الله بإبراره لأبره بحصول ذلك, ومن ذلك ما روى عن أنس بن النضير فى أخته الربيع لما كسرت بالقصاص, فقال أنس والله لا تكسر سن الربيع, فرضى أهل المرأة المجنى عليها بالأرش, فقال سن المرأة وأمرأتى بالمضارع فى فعل يقسم لاستمرار عناية الله بهم فى إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبر قسمه كل زمن ووقت وقضاء حوائجهم وتيسير مطالبهم
(ألا أخبركم بأهل النار) أى بسماتهم وأفعالهم لتجتنبوها, هم
(كل عتل) بضم العين وهو الغليظ الجافى
(جواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو, وهو الجموع المنوع البخيل, وقيل الضخم المختال فى مشيته, وقيل القصير البطين لشرهه ونهمه فليس غرضه سوى ملء بطنه.

عن أبى سعيد الخضرى رضى الله عنه قال النبى صلى الله علية وسلم : (( احتجت الجنة والنار فقالت النار: فى الجبارون والمتكبرون, وقالت الجنة فى ضعفاء الناس ومساكينهم, فقضى الله بينهما أنك رحمتى أرحم بك من أشاء, وأنك النار عذابى أعذب بك من أشاء, ولكليكما على ملؤها)) رواه سلم.

(احتجبت الجنة والنار) أى اختصمت
(فقالت النار فى الجبارون والمتكبرون) بتشديد الياء ففى أى الذين يقهرون الغيرعلى حسب أهوائهم
(وقالت الجنة فى ضعفاء الناس) بتشديد الياء أيضا ففى أى المتواضعون منهم أو المستضعفون فيهم لفقرهم وعدو ثروتهم, وقال عمر بن الخطاب عز الدنيا بالمال, وعز الآخرة بالأعمال
(ومساكينهم) أى والمحتاجون منهم الصابرون على الضرار من غير تضجر ولا تبرم من القضاء رضا بتدبير المولى ورضاء بما قسم لهم
(فقضى الله بينهما) أى أخبر عما أراده لهم مما سبقت به إرادته قائل
(انك الجنة) فى اللغة: عبارة عن البستان من النخيل والأعناب والمراد منها هنا مقابل النار
(رحمتى) قال الطيبى: سماها رحمة لأن بها تظهر رحمة الله كما قال
(أرحم بك من أشاء) ( وانك النار عذابى أعذب بك من أشاء) ممن تعلقت الإرادة الإلهية بتعذيبهم
(ولكليكماعليها ملؤها)فمن يدخل الجنة لا يخرج منها البتة وكذا من يدخل النار من الكفرة: أما ذوو المعاصى من المؤمنين إذا دخلوها فلابد من خروجهم منها ودخولهم الجنة بالوعد الذى لا يخلف قال تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و قال النبى (( من مات وفى قلبه مثقال ذرة من إيمان دخل الجنة)) رواه مسلم.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:07 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب النفقة على العيال

قال الله تعالى : وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ - البقرة آية 233
وقال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ - سورة سبأ آية 39

وعن أبى مسعود البدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة )) متفق عليه.

(إذا أنفق الرجل) المسلم كما فى رواية المشكاة بدل قوله الرجل
(على أهله) الذين تلزمه مؤنتهم وغيرهم
( يحتسبها) عند الله: يقصد به وجه الله والتقريب إليه
(فهو) أى المنفق
(له صدقة) أى عظيمة الثواب لما فيها من أداء الواجب وصلة الرحم الوارد فيه من الثواب ما لا يحصيه الا المتفضل به .

وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله علية وسلم قال: (( ما من يوم يصبح العبد فيه الا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفا))متفق عليه.

(ما) نافية
(من) لتأكيد النفى
(يوم) وهو شرعا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, وقوله
(يصبح العباد فيه) وصف توضيحى
(إلا ملكان ينزلان)
قال فى فتح البارى: وفى حديث أبى الدرداء : (( ما يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان بصوت يسمعه خلق الله إلا الثقلين: يأيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى, ولا غربت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان.....)) فذكر مثل حديث أبى هريرة
(فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا) أى منفق المال
(خلفا) وأبهم الخلف ليتناول المال والثواب وغيرهما,

قال الحافظ: وإبهامه أولى فكم من منفق مات قبل وقوع الخلف المالى له, فيكون خلفه الثواب المعد له فى الآخرة, أو يدفع عنه من السوء ما يقابل ذلك
(ويقول الآخر) الملك
(اللهم أعط) عبر بالعطية مشاكلة لما قبلها وإلا فهى لا تكون فى التلف
(ممسكا تلفا) يحتمل تلف ذلك المال بعينه أو تلف نفس صاحب المال, والمراد به فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها, قال النووى: الإنفاق الممدوح ما كان فى الطاعات وعلى العيال والضيفان والتطوعات, وقال القرطبى: هى تشمل الواجبات والمندوبات, لكن الممسك عن المندوبات لا يستحق هذا الدعاء إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذى عليه ولو أخرجه.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:08 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب النفقة على العيال

قال الله تعالى : وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ - البقرة آية 233
وقال الله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ - سورة سبأ آية 39

وعن أبى مسعود البدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة )) متفق عليه.

(إذا أنفق الرجل) المسلم كما فى رواية المشكاة بدل قوله الرجل
(على أهله) الذين تلزمه مؤنتهم وغيرهم
( يحتسبها) عند الله: يقصد به وجه الله والتقريب إليه
(فهو) أى المنفق
(له صدقة) أى عظيمة الثواب لما فيها من أداء الواجب وصلة الرحم الوارد فيه من الثواب ما لا يحصيه الا المتفضل به .

وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله علية وسلم قال: (( ما من يوم يصبح العبد فيه الا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا, ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكا تلفا))متفق عليه.

(ما) نافية
(من) لتأكيد النفى
(يوم) وهو شرعا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس, وقوله
(يصبح العباد فيه) وصف توضيحى
(إلا ملكان ينزلان)
قال فى فتح البارى: وفى حديث أبى الدرداء : (( ما يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبيها ملكان يناديان بصوت يسمعه خلق الله إلا الثقلين: يأيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى خير مما كثر وألهى, ولا غربت شمسه إلا وبجنبيها ملكان يناديان.....)) فذكر مثل حديث أبى هريرة
(فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا) أى منفق المال
(خلفا) وأبهم الخلف ليتناول المال والثواب وغيرهما,

قال الحافظ: وإبهامه أولى فكم من منفق مات قبل وقوع الخلف المالى له, فيكون خلفه الثواب المعد له فى الآخرة, أو يدفع عنه من السوء ما يقابل ذلك
(ويقول الآخر) الملك
(اللهم أعط) عبر بالعطية مشاكلة لما قبلها وإلا فهى لا تكون فى التلف
(ممسكا تلفا) يحتمل تلف ذلك المال بعينه أو تلف نفس صاحب المال, والمراد به فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها, قال النووى: الإنفاق الممدوح ما كان فى الطاعات وعلى العيال والضيفان والتطوعات, وقال القرطبى: هى تشمل الواجبات والمندوبات, لكن الممسك عن المندوبات لا يستحق هذا الدعاء إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذى عليه ولو أخرجه.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:08 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب حق الجار والوصية به

وعن ابن عمر وعائشة رضى الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (( ما زال جبريل يوصينى بالجار, حتى ظننت أنه سيورثه)) متفق عليه.

( يوصينى بالجار) أى ما زال جبريل) عليه السلام هو اسم سريانى. قيل معناه عبد الرحمن, وقيل معناه عبد الله بالاعتناء به والاحتفال بشأنه
(حتى) من شدة ذلك
(ظننت أنه سيورثه) فيكون سبب الإرث الجوار, كما كان سببه أول الإسلام الحلف والتعاهد حتى نسخ بآية المواريث.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله علية وسلم قال: قال: (( والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن
قيل : من يا رسول الله ؟
قال : الذى لا يأمن جاره بوائقه )) متفق عليه.

وفى رواية مسلم (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)).

(والله لا يؤمن) فيه الحلف من غير استحلاف وتكراره لتأكيد الأمر وهو لذلك مستحب والمراد من الإيمان المنفى الإيمان الكامل
(قيل: من يا رسول الله) هذا الذى نفى عنه الإيمان مرارا
(قال الذى لا يأمن جاره بوائقه) أى الذى لا يأمن من جاره الغوائل والشرور و الداهية.

وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله علية وسلم قال : (( خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه, وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره )) رواه الترمذى وقال: حديث حسن

(خير الأصحاب عند الله تعالى) أى أكثرهم عنده ثوابا أو أكرمهم عنده منزله
(خيركم لصحابه) فى القيام بما ينفعه والدفع لما يؤذيه
(وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره) ثوابا أو منزلة.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:09 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب فضل الحب في الله , والحث عليه , وإعلام الرجل من يحبه أنه يحبه وماذا يقول له إذا أعلمه

وعن معاذ رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح

لهم منابر من نور) يجلسون عليه , وفي حديث الطبري عن أبي أيوب مرفوعا (المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش)
يغبطهم النبيون والشهداء ) الغبطة تمني مثل ما للغير من غير زواله عن صاحبه ,فدل هذا الحديث القدسي علي أن لهؤلاء العباد منازل شريفة عظيمة في الآخرة , ولا يلزم من تمني الأنبياء أن يكون أولئك أفضل من الأنبياء , لأنه قد يكون لك مائة فرس من العتاق ثم ترى لأخيك فرسا فتشتهي أن تشتريه منه أو تشتري مثله وهذا من هذا القبيل , ويجوز أنه لم يقصد النظر إلى معنى الغبطة أصلا وإنما أريد بيان فضلهم وشرفهم عند الله فقط

وعن أبي كريمة المقداد بن معدي كرب رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أحب الرجل أخاه فليخبر أنه يحبه) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أحب الرجل) في الله تعالى
فليخبر) ندبا , وعند بعضهم فليعلمه
أنه يحبه) على تقدير الجار وحكمته أنه سبب لمزيد الحب وتأكده

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:09 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب التقوى

عن ابي سعيد الخضري رضي الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه و سلم قال : (( إن الدنيا حلوة خضرة و ان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا و اتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء )) رواه مسلم

شرح الحديث :
(ان الدنيا حلوة خضرة) الخضر نوع من البقول ليس من احرارها و جيدها فشبه الدنيا للرغبة فيها و الميل اليها بالفاكهه الحلوة الخضرة فان الحلو مرغوب فيه من حيث الذوق و الاخضر مرغوب فيه من حيث النظر فاذا اجتمعا زادت الرغبة و فيه اشارة الي عدم بقائها و هو من التشبيه المطوي فيه الاداة قيل و الفرق بين هذا النوع و الاستعارة ان هذا لا يتغير حسنه اذا ظهرت الاداة فان قولك : خضرة في الحسن كقولك المال كالخضرة و لا كذلك الاستعارة فان قولك : رأيت اسدا يرمي ليس كقولك رأيت رجلا كالاسد ذكره العاقولي

(و ان الله مستخلفكم فيها) أي جعلكم خلفاء في الدنيا : أي انتم بمنزلة الوكلاء فيها و قيل معناه : جعلكم ممن كان قبلكم فانها لم تصل الى قوم الا بعد الاخرين
(فينظر) أي فيعلم علم مشاهدة و عيان
(كيف تعملون) من انفاقها في مراضيه فتثابون او في مساخطه فتأثمون فان الجزاء انما يترتب على ما يبدو عالم الشهادة من الاعمال او فينظر ماذا تعملون : أي أتعتبرون بحالهم و تتدبرون في مآلهم
(فاتقوا الدنيا) أي اجتنبوا فتنتها و احذروا ان تميلكم محبتها و الاغترار بها عن اوامر الله تعالى و اجتناب مناهيه فيها
(و اتقوا النساء) أي اجتنبوا الافتتان بهن : أي ان يمنعكم التمتع بهن لاستيلاء محبتهن عن القيام باداء حقوق و العبودية و التقرب الى مراضي الله تعالى فان بمقدار نحبة السوي و الركون اليه البعد عن المولى و يدخل فيهن كما قال المصنف الزوجات و هن اكثر فتنة لدوام فتنتهن و ابتلاء اكثر الناس بهن
(فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء) أي بسببهن قال شارح الانوار السنية يحتمل ان يكون اشارة الى قصة هاروت و ماروت لانهما فتنا بسبب امرأة من بني اسرائيل و يحتمل ان يكون اشارة الى قصة بلعام بن باعوراء لانه انما هلك بمطاوعة زوجته

عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : اللهم اني اسألك الهدى و التقى و العفاف و الغنى رواه مسلم و الترمذي و ابن ماجه

شرح الحديث :
(اللهم) : اصله يا الله فحذف حرف النداء و عوض عنه الميم
(اني اسألك الهدى) أي الرشاد
(و التقى) أي امتثال الاوامر و اجتناب النواهي
(و العفاف) أي التنزه عما لا يباح و الكف عنه
(و الغنى) أي غنى النفس و الاغتناء عن الناس و عما في ايديهم و المسئول له صلى الله عليه و سلم زيادة ذلك و فيه شرف هذه الخصال و فيه الخضوع و اللجأ للكريم الوهاب في سائر الاحوال

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟
قال : اتقاهم
فقالوا: : ليس عن هذا نسألك
قال : فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله
قالوا : ليس عن هذا نسألك
قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا - متفق عليه

معاني الحديث :
فقهوا : علموا احكام الشرع

شرح الحديث :
(: قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟) قال المصنف في شرح مسلم : اصل الكرم كثرة الخير فلما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الناس اكرم؟ اخبر باكرم الكرم و اعمه
(فقال اتقاهم) لله فان من كان مستقيما كان كثير الخير في الدنيا صاحب الدرجات العليا في الاخرة و قال بعضهم الكريم هو المتقي لله و هو المنقطع عن الاكوان
(قالوا : ليس عن هذا) الكرم
(نسألك قال : فيوسف) فانه جمع خيري الدارين و شرفهما فانه مع كونه
(ابن نبي الله) يعقوب
(ابن نبي الله) اسحاق
(ابن خليل الله) ابراهيم انضم اليه شرف علم الرؤيا و تمكنه فيه و رياسة الدنيا و ملكها بالسيرة الجميلة و احاطته للرعية عموم نفعه اياهم و شفقته عليهم
(قالوا : ليس عن هذا) ايضا
(نسألك) ففهم حينئذ ان مرادهم قبائل العرب
(قال : فعن معادن العرب تسألوني ؟) قالوا نعم و سكت عن ذلك لدلالة السياق عليه فقال
(خيارهم في الجاهلية) ما قبل الاسلام و قد سموا بذلك لكثرة جهالتهم
(خيارهم في الاسلام) أي اصحاب المروءات و مكارم الاخلاق في الجاهلية هم اصحابها في الاسلام و هم الخيار
(اذا فقهوا) أي صاروا فقهاء عالمين بالاحكام الشرعية و الفقهية. قال القاضي عياض : قد تضمن الحديث في الاجوبة الثلاثة ان الكرم كله و عمومه و خصوصه مجمله و مفصله انما هو بالدين من التقوى و النبوة و الاعتراف بها و الاسلام مع الفقه

عن ابي امامة صدي بنعجلان الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب في حجة الوداع فقال : (( اتقوا الله و صلوا خمسكم و صوموا شهركم و ادوا زكاة اموالكم و اطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم )) رواه الترمذي

شرح الحديث :
(عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب في حجة الوداع) سميت بذلك لانه صلى الله عليه و سلم ودع الناس فيها
(فقال : اتقوا الله) بدأ به لانه الاساس لتناوله فعل سائر المأمورات و ترك سائر المناهي و عطف عليه ما بعده من عطف الخاص على العام اهتماما به و اعتناء بشأنه و يحتمل ان عطف قوله و اطيعوا أمراءكم من عطف المغاير من حيث ان اظهر مقاصد التقوى انتظار الامور الاخروية
(و صلوا خمسكم) أي الفروض الخمسة
(و صوموا شهركم) أي شهر رمضان و أضيف للامة لما يسبغ عليها فيه من الفيوض الالهية من عتق الرقاب و جزيل الثواب و في الحديث : "رجب شهر الله و شعبان شهري و رمضان شهر الامة"
(و ادوا زكاة اموالكم) في الخلافيات "و ادوا زكاتكم طيبة بها نفوسكم و حجوا بيت ربكم"
(و اطيعوا أمراءكم) و في رواية "ذا أمركم" فيما ليس فيه معصية الله تعالى و في ذلك انتظام الاحوال المتوصل بها الى قوام المعاش و الاستعداد للمعاد
(تدخلوا) بالجزم في جواب الامر (جنة ربكم)

عن ابي طريف عدي ابن حاتم الطائي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "من حلف على يمين ثم رأى اتقى لله منها فليأت التقوى رواه مسلم

شرح الحديث :
(سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "من حلف على يمين) الحلف هو اليمين و اصلها العقد بالعزم و النية فخالف بين اللفظين و قال : حلف على يمين تأكيدا و قال القرطبي : اليمين المحلوف عليه
(ثم رأى اتقى لله منها) أي من يمينه التي التزمها في ترك أمر
(فليأت التقوى) و حاصله ان من حلف على ترك فعل شيء او فعله فرأى غيره خيرا من التمادي على اليمين و أتقى لله كأن حلف ان يتركن الصلاة او ليشربن المسكر وجب عليه الحنث و الاتيان بما هو التقوى من فعل المأمور به و ترك المنهي عنه فان حلف على ترك مندوب او فعل منهي عنه نهى كراهة ندب له الحنث و مثله حديث مسلم "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير و ليكفر عن يمينه"









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:10 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب المراقبة

عن ابي جندب بن جنادة و ابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "اتق الله حيثما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي

شرح الحديث :
(اتق الله) امر من التقوى و هي امتثال اوامره تعالى و اجتناب نواهيه و هذا على حد قوله تعالي "اتقوا الله" أي غضبه و هو اعظم ما يتقى لما ينشأ عنه من العقاب الدنيوي و الاخروي

(حيثما كنت) أي في أي مكان كنت حيث يراك الناس و حيث لا يرونك اكتفاء بنظره تعالى قال تعالى إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً و من ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لابي ذر "اوصيك بتقوى الله في سرائرك و علانيتك" و هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه و سلم فان التقوى و ان قل لفظها جامعة لحقوقه تعالى اذ هي اجتناب كل منهي عنه و فعل كل مأمور به فمن فعل ذلك فهو من المتقين الذين شرفهم الله تعالى في كتابه بأنواع من الكمالات

(و أتبع السيئة الحسنة تمحها) وجه مناسبتها لما قبلها ان العبد مأمور بالتقوى في كل حال و لما كان ربما يفرط اما بترك بعض المامورات او فعل بعض المنهيات و ذلك لا ينافي وصف التقوى كما دل عليه نظم سياق

(اعدت للمتقين) – الى ان قال في وصفهم - (و الذين اذا فعلوا فاحشة...) امره بما يمحو به ما فرط فيه و هذا الحديث على حد (و ان الحسنات يذهبن السيئات) و ظاهر قوله "تمحها" و قوله تعالى يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ان الحسنة تمسح السيئة من الصحف و قيل عبر به عن ترك المؤاخذة بها فهي موجودة فيها بلا محو الى يوم القيامة

و هذا تجوز يحتاج لدليل و ان نقله القرطبي في تذكرته و قال بعض المفسرين انه الصحيح عند المحققين ثم هذا من الصغائر النتعلقة بحق الله تعالى اما الكبائر فلا يكفرها – على الصحيح- الا التوبة بشروط و حينئذ يصح ادخالها في الحديث بان يراد بالسيئة ما يعم الكبيرة و بالحسنة ما يشمل التوبة منها و اما التبعات فلا يكفرها الا ارضاء اصحابها

(و خالق الناس بخلق حسن) جماعة ينحصر كما ذكر عن الترمذي و غيره في طلاقة الوجة لهم و كف الاذى عنهم و بذل المعروف اليهم و قال بعضهم : هو ان تفعل معهم ما تحب ان يفعلوه معك فتجتمع القلوب و يتفق السر و العلانية و حينئذ يأمن كيد الكائد و ذلك جماع الخير و ملاك الامر و قد جاءت احاديث كثيرة في مدح الخلق

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( ان الله تعالى يغار و غيرة الله تعالى ان يأتي المرء ما حرم الله عليه )) متفق عليه

شرح الحديث :
(الغيرة) اصلها في اللغة الانفة أي الامتناع عن الضيم و نحوه و في شرح مسلم "اصلها المنع" و الرجل غيور على اهله يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظرة او غيره و معنى غيرة الله تعالى : منعه الناس من الفواحش أي و سائر المحرمات لكن الغيرة في حق الناس يقارنها تغير حال الانسان و انزعاجه و هذا مستحيل في حق الله تعالى

عن ابي يعلي شداد ابن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله الاماني )) رواه الترمذي و غيره من العلماء

شرح الحديث :
(الكيس) أي العاقل
(من دان نفسه) أي حاسيها و منعها مستلذاتها و شهواتها التي فيها هلاك دينها
(وعمل لما بعد الموت) من القبر و ما بعده صالح العمل المؤنس له في الوحدة و الوحشة
(و العاجز) أي التارك لما وجب عمله بالتسويف
(من اتبع نفسه هواها) أي جعلها تابعة لما تهواه مؤثرة لشهواتها معرضة عن صالح الاعمال لكونه على خلاف ما تدعو اليه النفس
(و تمنى على الله) الفوز في الاخرة فالحاصل ان الحزم الاتيان بواجب العبودية من اداء الخدمة و محاسبة النفس حذر مجاوزة الحدود و عدم الالتفات الى ذلك بالقلب و الركون اليه بل يكون اعتماده مع ذلك على فضل الله مولاه سبحانه و اما ترك اداء مقام العبودية فذلك من رعونات النفس الخفية لاسيما ان اوقعها في ميدان شهوتها الذي فيه هلاكها و محقها

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلام قال : (( من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) رواه الترمذي و غيره

شرح الحديث :
(من ) تبعيضيه
(حسن اسلام المرء) أي كمال الاسلام و هو ان يستقيم نفسه في الاذعان لامر الله تعالى و الاستسلان لاحكامه و هو علامة شرح الصدر بنور الرب
(تركه ما لا يعنيه) أي ما لا يريده و لا يحتاج اليه و لا ضرورة اليه فيه و لا ينفعه بكون عيشه بدونه ممكنا و ذلك يشمل الافعال الزائدة و الاقوال الفاضلة فينبغي الا يشتغل الا بما فيه اصلاحه معاشا و معادا بتحصيل ما لابد منه في قوام البدن و بقاء النوع الانساني ثم بالسعي في الكمالات العلمية و الفضائل العلية التي هي الوسيلة لنيل السعادة الابدية و ان يعرض عما عدا ذلك : وذلك انما يكون بالمراقبة و معرفة انه فيما يأتيه بمرأى و مسمع من الله تعالى.

قال معروف : علامة مقت الله للعبد ان تراه منشغلا بما لا يعنيه فان من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه و قال الغزالي حد ما لا يعنيك في الكلام ان تتكلم بما لو سكت عنه لم تأثم و لم تتضرر حالا و مالا قال : فان شغلت بما لا يعنيك فانك مضيع لزمانك و محاسب على عمل لسانك

عن انس رضي الله عنه قال : (( انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات )) رواه البخاري

معاني الحديث :
الموبقات : المهلكات

شرح الحديث :
كان أنس رضي الله عنه مخاطبا المتساهلين في الاعمال تستهونونها لعدم نظركم الى عظم المعصى بها
(هي) لذلك
(ادق في اعينكم من الشعر)استخفافا بها
(كنا نعدها) لكمال الخشية الناشئة عن كمال المعرفة بالله الحاصلة بحلول نظر النبي صلى الله عليه وسلم
(على عهد) زمن
(رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات) و هذا كما جاء في الخبر الاخر "لا تنظر الى صغر الخطيئة و انظر الى عظم من عصيت" و في الخبر الاخر "المؤمن يرى ذنبه كأنه ذباب يمر على انفه" و في الحديث كمال مراقبة القوم لله تعالى و كمال استحيائهم منه حتى انهم يرون تلك الامور التي استهون غيرهم الوقوع غيها مهلكات لهم لعظم شهودهم جلال الله تعالى و عظمته









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:13 AM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في الإخلاص و إحضار النية

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية و إذا استنفرتم فانفروا رواه مسلم بلفظه و ابو داوود و البخاري بنحوه

شرح الحديث :
معنى الحديث انه لا هجرة بعد فتح مكه و جاء في حديث البخاري مرفوعا (لا هجرة بعد فتح مكه) و كان ذلك في رمضان سنة ثمان من الهجرة و ذلك ان الهجرة أي مفارقة دار الكفر الى دار الاسلام كانت واجبة على من بمكه فوجب على من اسلم بها ان يهاجر الى المدينة فلما فتحت مكه صارت دار اسلام, اما الهجرة من المواضع التي لا يتأتى اقامة امر الدين بها فهي واجبة اتفاقا

و على ذلك يحمل الحديث (لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار). قال الخطابي كانت الهجرة على معنيين : احدهما انهم اذا اسلموا و اقاموا بين قومهم اوذوا فأمروا بالهجرة ليسلم لهم دينهم و يزول عنهم الاذى و الاخر الهجرة من مكة الى المدينة لان اهل الدين بالمدينة كانوا قليلين ضعيفين فكان الواجب على من اسلم ان يهاجر الى رسول الله صلى الله عليه و سلم ان حدث حادث استعان بهم فلما فتحت مكة استغنى عن ذلك فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يقيموا في اوطانهم و يكونوا على نية الجهاد مستعدين ان ينفروا اذا استنفروا.

قال المصنف : يتضمن الحديث معجزة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و هي ان مكة تبقى دار اسلام لا يتصور منها الهجرة.
(و لكن جهاد و نية) قال الطيبي : المفارقه عن الاوطان المسماه بالهجرة المطلقة انقطعت لكن المفارقة بسبب الجهاد باقية ندى الدهر و كذا المفارقه بسبب نيه خالصه لله تعالى كطلب العلم و قال المصنف تحصيل الخير بسبب الهجرة قد انقطع بالفتح و لكن حصلوه بالجهاد و النية.
(و اذا استنفرتم) أي طلب منكم الخروج للجهاد و يحتمل العموم أي اذا استنفرتم الى الجهاد و نحوه
(فانفروا) أي اخرجوا

عن ابي هريرة عبد الرحمن ابن صخر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إن الله تعالى لا ينظر الى اجسامكم و لا إلى صوركم و لكن ينظر الى قلوبكم )) رواه مسلم و ابن ماجه

شرح الحديث :
(ان الله تعالى لا ينظر الى اجسامكم و لا الى صوركم) أي ان الله تعالى لا يثيبكم بها و لا يقربكم ذلك منه فقد قال تعالى "و ما اموالكم و لا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن و عمل صالحا فمعنى نظر الله تعالى هنا مجازاته و اثابته و المعنى ان الاثايه و التقريب ليسا باعتبار الاعمال الظاهرة و انما هي باعتبار ما في القلب

(و لكن ينظر الى قلوبكم) و في الحديث اعتناء بحال القلب و لما كان القلب نحل نظر الرب حق على العالم بقدر اطلاع الله تعالى على ما في قلبه ان يفتش عن صفات قلبه و احواله لامكان ان يكون فيه وصف مذموم يمقته الله بسببه و عمل القلب غيب عنا فلا يقطع لذي عمل صالح بالخير فلعل الله تعالى يعلم من قلبه وصفا مذموما لا يصح معه هذا العمل و لا لذي معصي بالشر فلعله سبحانه يعلم من قلبه وصفا محمودا يغفر له بسببه و يترتب على ذلك عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه افعالا صالحه و عدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه افعالا سيئه بل تحتقر تلك الحال المسيئه لا تلك الذات المسيئه

عن ابي موسى عبد الله بن قيس الاشعري رضي الله عنه قال : (( سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل يقاتل شجاعة و يقاتل حمية و يقاتل رياء, أي ذلك في سبيل الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله - أخرجه البخاري و مسلم رواه ابو داوود و النسائي و الترمذي

معاني الحديث :
الشجاعة : الاقدام على العدو
حمية : غيرة و محاماه عن عشيريه
رياء : ليرى الناس قتاله

شرح الحديث :
(سئل) مبني للمجهول و السائل هو ضمرة الباهلي
(أي ذلك في سبيل الله) أي كائن في طاعته
(فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قاتل لتكون كلمة الله) أي دين الاسلام فان الاسلام ظهر بكلام الله الذي اظهره على لسان رسوله و قيل المراد من كلمة الله دعوته الى الاسلام
(هي العليا فهو في سبيل الله) يدخل في الحديث من قاتل لطلب ثواب الاخرة او رضى الله لانه من اعلاء كلمة الله و حاصل الجواب ان القتال في سبيل الله قتال منشؤه القوة العقلية لا القوة الغضبية او الشهوانية قال المصنف في الحديث بيان ان الاعمال انما تحسب بالنيات الصالحة و ان الفضل الوارد في المجاهدين يختص بمن قاتل لإعلاء كلمة الله

عن ابي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار قلت : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه )) - رواه ابو داود و النسائي عن ابي بكرة و رواه ابن ماجه عن ابي موسى

شرح الحديث :
(اذا التقى المسلمان بسيفيهما) أي قاصدا كلا منهما اتلاف الاخر
(فالقاتل) بسبب مباشرته قتل صاحبه
(و المقتول) لحرصه على قتل اخيه
(في النار) أي كائنان في النار أي ان الله تعالى لم يعف عنهما
(قلت : يا رسول الله هذا القاتل) أي حكمة دخوله النار ان لم يعف الله عنه ظاهره لانه ظلم اخاه
(فما بال المقتول) أي المظلوم
(انه كان حريصا على قتل صاحبه) أي ان المقتول كان عاصيا لانه كان حريصا على قتل اخيه

عن امير المؤمنين أبي حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( إنما الاعمال بالنيات و انما لكل امرء ما نوى فمن كان هجرته الى الله و رسوله فهجرته الى الله و رسوله و من كان هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه )) - رواه البخاري و مسلم

معاني الحديث :
ينكحها : يتزوجها

شرح الحديث :
(إنما) لتقوية الحكم المذكور بعدها
(الاعمال) هي حركات البدن فتدخل فيها الاقوال و يتجوز بها عن حركات النفس و أوثرت على الافعال لئلا تتناول فعل القلب غير المحتاج للنيه كالتوحيد و الاجلال
(النية) جمع الهم في تنفيذ العمل و للناس فيما يعشقون مذاهب فنية الجهال التحصن من سوء القضاء و نزول البلاء و نية اهل النفاق التزين عند الله و الناس و نية العلماء اقامة الحرمات لحرمة ناصبها لا لحرمتها
(انما لكل امرء ما نوى) لبيان ان الاعمال لا يعتد بها شرعا الا بالنية الموجودة لها و هي لبيان ان جزاء العامل على عمله بحسب نيته من خير او شر و ان العمل لا يجزى الا ان عينت نيته
(فمن كان هجرته) هي تفصيل للاجمال السابق فاذا كان لكل امرء ما نوى من طاعته فلابد من مثال يجمع الاعمال كلها امرها و نهيها. و الهجرة شرعا هي مفارقة دار الكفر الى دار الاسلام خوف الفتنة ووجوبها باق و خبر (( لا هجرة بعد الفتح )) المراد لا هجرة بعد فتح مكة منها لانها صارت دار الاسلام و حقيقتها مفارقة ما يكرهه الله
(الى الله و رسوله) أي قصدا و نية فهو كناية عن الاخلاص
(فهجرته الى الله و رسوله) ثوابا و خيرا فالجزاء كناية عن شرف الهجرة و كونها بمكانة عنده تعالى
(و من كان هجرته لدنيا) أي لتحصيل شهوة الحرص على المال و الجاه
(فهجرته الى ما هاجر اليه) تفيد ان من كانت هجرته لاجل تحصيل ذلك كان هو نهاية هجرته لا يحصل له غيره
(امرأة ينكحها) أي يتزوجها
(فهجرته الى ما هاجر اليه) أي فهجرته قبيحه اذ ليست من الله في شيء و ذلك حظه و لا نصيب له في الاخره و هذا يفيد التحقير و ذم فاعل ما ذكر كما يشعر به السياق بالرغم من ان مطلوبه مباحا لانه اظهر قصد الهجرة الى الله و ابطن خلافه و هذا ذميم









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:14 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في الاستقامة

عن ابي عمرو و قيل ابي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : (( قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا غيرك قال : قل امنت بالله ثم استقم )) رواه مسلم

شرح الحديث :
(قال : قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام) أي في دينه و شريعته
(قولا) جامعا لمعاني الدين واضحا في نفسه بحيث لا يحتاج الى تفسير غيرك اعمل عليه و اكتفي به بحيث
(لا اسأل) أي لا يحوجني لما اشتمل عليه من بديع الاحاطة و الشمول و نهاية الايضاح و الظهور الى ان اسأل
(عنه احدا غيرك قال : قل امنت بالله) أي جدد ايمانك متذكرا بقلبك ذاكرا بلسانك مستحضرا تفاصيل معاني الايمان الشرعي
(ثم استقم) على عمل الطاعات و الانتهاء عن جميع المخالفات اذ لا تأتي الاستقامة من شئ من الاعوجاج فانها ضده و الحديث على وفاق الاية : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {13} أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( قاربوا و سددوا و اعلموا انه لن ينجو أحد منكم بعمله
قالوا و لا انت يا رسول الله ؟
قال و لا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه و فضل )) - رواه مسلم

معاني الحديث :
المقاربة : القصد الذي لا غلو فيه و لا تقصير
السداد : الاستقامة و الاصابة
يتغمدني : يلبسني و يسترني
قال العلماء معنى الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى قالوا : و هي من جوامع الكلم و هي نظام الامور و بالله التوفيق

شرح الحديث :
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قاربوا و سددوا) و المقاربة القصد الذي لا غلو فيه أي مجاوزة المأمور به و الزيادة فيه و
(لا تقصير) أي اخلال بشئ منه و السداد الاصابة في الاقوال و الاعمال و المقاصد و الاصابة في جميعها هي الاستقامة قال العلماء معنى الاستقامة المطلوبة الممدوحة بالكتاب و السنة
(لزوم طاعة الله تعالى) و يلزم من ذلك ترك مناهيه و قال العلماء هي من جوامع الكلم و هو ان يكون اللفظ قليلا و المعنى جزيلا و هو ما اعطيه رسول الله صلى الله عليه و سلم و هي أي الاستقامة نظام الامور قال بعض العلماء الاستقامة هي الدرجة القصوى التي بها كمال المعارف و الاحوال و صفاء القلوب في الاعمال و تنزيه العقائد عن سفاسف البدع و الضلال. قال الاستاذ ابو القاسم القشيري : من لم يكن مستقيما في حاله ضاع عمله و خاب جده
(و اعلموا انه) اي الشأن
(لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا و لا انت يا رسول الله ؟) أي و لا تنجو بعملك فحذف الفعل فانفصل الضمير و يحتمل ان يكون ولا انت ناج بعملك فيكون مبتدأ محذوف الخبر
(قال و لا انا) أي و لا انجو او و لا انا ناج بالعمل
(الا ان يتغمدني) أي يغمرني
(الله برحمة منه و فضل) و يلبسنيها و يغمرني بها و منه غمدت السيف و أغمدته : أي جعلته في غمده و سترته به قال المصنف في شرح مسلم : مذهب اهل السنة انه لا يثبت بالعقل ثوان و لا عقاب و لا حكم شرعي و لا يثبت ذلك كله الا بالشرع و مذهبهم ان الله تعالى لا يجب عليه شئ بل الدنيا و الاخرة ملكه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد فلو عذب المطيعين جميعهم و ادخلهم النار لكان عدلا منه و لو نعم الكافرين و ادخلهم الجنة كان له ذلك و لكنه اخبر و خبره صدق انه لا يفعل هذا بل يغفر للمؤمنين و يدخلهم الجنة برحمته و يعذب الكافرين و يدخلهم النار عدلا منه و في هذا الحديث دليل ظاهر على انه لا يستحق أحد الثواب و الجنة بطاعته

و أما قوله تعالى : ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون و نحوها من الايات الدالة على ان الاعمال يدخل بها الجنة فهي لا تعارض هذه الاحاديث بل معنى الايات ان دخول الجنة بسبب الاعمال ثم التوفيق للاعمال و الهداية و الاخلاص فيها و قبولها برحمة الله و فضله فصح انه لم يدخل الجنة احد بمجرد العمل و هو مراد الاحاديث

و يصح ان يقال : انه دخل بالاعمال المسببة عن الفضل : أي بسببها و هي من الرحمة و اشار العارف بالله تعالى ابن ابي حمزة الى جواب اخر حاصله ان الاعمال اسباب عادية كسائر الاسباب التي هي من مقتضيات الحكمة و لا تأثير لها في دخول الجنة فالنفي باعتبار التأثير بمعنى ان الذي يؤثر في دخول الجنة في الحقيقة هو الله تعالى لا الاعمال فانما هي مجرد اسباب صورية اقتضتها الحكمة الالهية و الاسناد اليها تارة باعتبار انها سبب صوري

قال ابن ابي حمزة : و في الحديث دلالة على انه ليس احد من الخلق يقدر على توفية حق الربوبية على ما يجب لها يؤخذ ذلك من قوله "و لا انا الا ان يتغمدني الله برحمته" فاذا كان هو و هو خير البشر و صاحب المقامات العلا لا يقدر على ذلك فالغير احرى و اولى و اذا تأملت ذلك من جهة النظر تجده مدركا حقيقة لانه اذا طالبنا بشكر النعم التي انعم علينا عجزنا عنه بالقطع و منها و ما لا نعرفه كما قال "و ان تعدو نعمة الله لا تحصوها" فكيف غير ذلك من انواع التكليفات فما بقى الا ما اخبر به الصادق و هو التغمد بالفضل و الرحمة









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:14 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في التوبة

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( و الله أني لاستغفر الله و اتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )) رواه البخاري

شرح الحديث :
(و الله ) يحلف رسول الله في بداية الحديث ليؤكد الامر حتى يبادر الناس الى الاتيان بالامر
(أني لاستغفر الله) أي اطلب منه مغفرة تليق بمقامي المبرأ عن كل وصمة ذنب او مخالفة و لو سهوا و قبل النبوة
(و اتوب اليه) أي ارجع اليه متنقلا من شهود الفرق الى شهود الجمع
(في اليوم) و هو شرعا ما بين طلوع الفجر و غروب الشمس
(اليوم أكثر من سبعين مرة) لم يحدده الرسول صلى الله عليه و سلم بعدد مخصوص لما علمت ان موجب الاستغفار و التوبة الائقين به لا ينحصر و لانهما يتكرران بحسب الشهود و الترقي ثم ان في هذا تحريض للامة على التوبة و الاستغفار فانه صلى الله عليه و سلم مع كونه معصوما و كونه خير الخلائق يستغفر و يتوب سبعين مرة و استغفاره صلى الله عليه و سلم ليس من الذنب بل من اعتقاده ان نفسه قاصرة في العبودية عما يليق بحضرة ذي الجلال و الاكرام

عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( يضحك الله سبحانه و تعالى الى رجلين يقتل احدهما الاخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد )) - متفق عليه

شرح الحديث :
(رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يضحك الله سبحانه و تعالى) قال القاضي عياض : الضحك في حقه سبحانه و تعالى مجاز عن الرضى بفعلهما و الثواب عليه و حمد فعلهما و محبته لان الضحك من احدنا انما يكون عند موافقة ما يرضاه و سروره بما يلقاه قال و يحتمل ان يكون المراد ضحك الملائكة الذين يوجهون لقبض روحهما و ادخالهما الجنة كما يقال قتل السلطان فلانا أي أمر به
(يقتل احدهما الاخر) أي يقتل احدهما صاحبه
(يدخلان الجنة) ثم بين ذلك الاجمال بقوله
(يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل) أي يقاتل المسلم لاعلاء كلمة الله فيقتله الكافر
(ثم) للترتيب في الاخبار
(يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد) الفاء للاشارة الى حصول الهداية عقب تعلق العناية بالعبد من غبر تراخ اذ لا مانع لما اراد الله و الى انه لا يمكث بعد اسلامه زمنا يقترف فيه من موبقات الذنوب بل عقب اسلامه استشهد فعمل قليلا و حاز فوزا جليلا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ثم لا يلزم من تساويهما في دخول الجنة تساويهما في المنزلة فان تفاوت مراتب الجنان على حسب تفاوت مراتب الاعمال

عن ابي موسى عبد الله بن قيس الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )) - رواه مسلم

شرح الحديث :
(عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان الله تعالى يبسط يده بالليل) بسط اليد عبارة عن الطلب لان عادة الناس اذا طلب احدهم شيئا من احد بسط كفه او هو عبارة عن الجود و التنزه عن المنع او هو عبارة عن رحمة الله و كثرة تجاوزه عن الذنوب و قال القرطبي في المفهم : هذا الحديث اجرى مجرى المثل الذي يفهم منه قبول التوبة و استدامة اللطف و الرحمة و هو تنزل عن مقتضى الغني القوي القاهر الى مقتضى اللطيف الرءوف الغافر

و قال الطيبي : لعله تمثيل و شبه حال ارادته تعالى التوبة من عبده و انها مما يحبه و يرضاه بحالة من ضاع له شيء نفيس لا غنى له عنه ثم وجده مع غيره فانه يمد يده اليه طالبا متضرعا ثم استعمله في جانب المستعار منه و هو بسط اليد مبالغة في تناهي التشبيه و ادعاء ان المشبه نوع من المشبه به

(ليتوب مسئ النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل) أي انه يوسع جوده و فضله على العصاة بالليل ليلهموا التوبة بالنهار و بالنهار ليلهموا التوبة بالليل فسبق ذلك الكرم و الجود علة التوبة مادان بابها مفتوحا

قال في فتح الاله لابن حجر الهيتمي على المشكاة : و قول النووي يبسط يده كناية عن قبول التوبة. و قبول التوبة مستمر مادام بابها مفتوحا و اليه الاشارة بقوله
(حتى تطلع الشمس من مغربها) فحينئذ يغلق بابها
(لاحظ ان شروق الشمس من مغربها من علامات القيامة الكبرى و لا تقبل بعدها التوبة) قال تعالى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ و كذا لا عبرة بالتوبة حال الغرغرة و المعاينة قال تعالى فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا

عن ابي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ان الله عز و جل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )) - رواه الترمذي

شرح الحديث :
(ان الله عز و جل يقبل توبة العبد) أي ان الله جل شأنه يقبل توبة المذنب المكلف ذكرا او انثى كرما منه و فضلا
(ما لم يغرغر) أي تصل روحه الى حلقومه من الغرغرة و هي جعل الشراب في الفم ثم يديره الى اصل حلقومه فلا يبلعه و هذا مأخوذ من قوله تعالى : (( و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهما الموت قال اني تبت الآن )) و فسرها ابن عباس بمعاينة ملك الموت و قال غيره مراده تيقن الموت

و عن ابي عباس و أنس ابن مالك رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( لو ان لابن ادم واديا من ذهب أحب ان يكون له واديان و لن يملأ جوفه الا التراب و يتوب الله على من تاب )) - متفق عليه

شرح الحديث :
يقول عن النبي صلى الله عليه و سلم ان لو كان لابن ادم واديا مملوءا من ذهب لاحب من حرصه الذي هو في طبعه
(ان يكون له واديان) أي اخران كما هو الانسب بحرصه ويحتمل ان يراد واديان بما كان له اولا فيكون المطلوب واديا اخر و الاول اظهر
(لن يملأ جوفه الا التراب) أي انه لا يزال حريصا على الدنيا حتى يموت و يمتلئ جوفه من تراب قبره و هذا حكم غالب النوع الانساني الحرص على الدنيا اما من لطف به و حفظ من ذلك ابتداء او بالتوبة منه فمستثنى
(و يتوب الله على من تاب) أي ان الله تعالى يقبل التوبة من الحرص المذموم وغيره من المذمومات









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:15 AM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( أعذر الله الى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة )) - رواه البخاري

شرح الحديث :
قال العلماء معناه لم يترك له عذر يعتذر به في ترك صالح الاعمال اذا أمهله هذه المدة يقال أعذر الرجل اذ بلغ الغاية في العذر و قال التوربشتي : و منه قولهم : أعذر من انذر أي اتى بالعذر و أظهره و هذا مجاز من القول فان العذر لا يتوجه على الله و انما يتوجه له على عبيدة و حقيقة المعنى فيه ان الله تعالى لم يترك للعبد شيئا في الاعتذار يتمسك به

عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) - رواه مسلم و ابن ماجه

شرح الحديث :
(يبعث) : بالبناء للمفعول
(كل عبد) : و المراد منه المكلف و لو حرا و امرأة
(على ما مات عليه) حتى يبعث صاحب المزمار و مزماره في يده ففيه تحريض للانسان على حسن العمل و ملازمة السنن المحمدية في سائر الاحوال و الاخلاص لله تعالى في الاقوال و الاعمال ليموت على تلك الحالة الحميدة فيبعث كذلك و في ختم المصنف هذا الباب بهذا الحديث كمال الحسن فانه محرض على تحسين العمل و الازدياد من الطاعات في سائر الاوقات لاحتمالها للموت و في اواخر العمر و سن الكبر و حال المرض أولى

عن أنس رضي الله عنه قال : ان الله عز و جل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبيل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي - متفق عليه

شرح الحديث :
(عن أنس رضي الله عنه قال : ان الله عز) : غلب فلا يغالب على مراده
(و جل) : عما لا يليق بشأنه
(تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم) فيه الاظهار في مقام الاضمار اشارة الى كمال التشريف له الله صلى الله عليه و سلم و تبركا بذكر اسمه تعالى و تلذذا به
(قبيل) : بالتصغير
(وفاته) : و ذلك لتكمل الشريعة و لا يبقى مما يوحي اليه به شئ
(حتى) : غاية للمبالغة
(توفي) : بالبناء للمجهول
(أكثر ما كان الوحي) : أي وقت أكثريته و لما تكامل ما أريد انزاله للعالم مما به انتظام معاشهم و معادهم قال تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فتوفي بعده النبي صلى الله عليه و سلم بأشهر

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع اشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه
فقال : لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله ؟
فقال عمر رضي الله عنه : انه من حيث علمتم فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت انه دعاني يومئذ الا ليريهم
قال : ما تقولون في قول الله تعالى : إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
فقال بعضهم : امرنا نحمد الله و نستغفره اذا نصرنا و فتح علينا و سكت بعضهم فلم يقل شيئا
فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟
فقلت : لا
قال : فما تقول؟
قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله له قال إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ و ذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا فقال عمر رضي الله عنه : ما أعلم منها الا ما تقول - رواه البخاري و الترمذي

شرح الحديث :
(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع اشياخ بدر) : أي يدخله معهم في المشورة و المهمات و ادخاله معهم مع كبر سنهم لكبر قدره بما عنده من العلوم و المعارف و قد كان يسمى البحر لسعة علمه
(فكأن بعضهم) : قال ابن النحوي : هو عبد الرحمن ابن عوف كما صرح به في البخاري في موضع اخر
(وجد) : غضب
(في نفسه) : من ذلك
(فقال : لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله ؟) : أي قال لعمر رضي الله عنه لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله في السن و يحتمل ان يكون في لقي النبي صلى الله عليه و سلم ايضا بالنسبة لبعضهم
(فقال عمر رضي الله عنه : انه من حيث علمتم) : أي من بيت النبوة و منبع العلوم و مصدر الاراء السديدة ثم اراد زيادة بيان لشرفه بكثرة علمه المقتضي لتقدمه

(فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت) : أي علمت بقرائن الاحوال و في الاصل معتمد من صحيح البخاري "فما أريته" بصيغة المجهول أي ظننته
(انه دعاني يومئذ الا ليريهم) : أي يعلمهم
(قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله له) : أي للنبي أي ان المراد من السورة تنبيهه على ما يعرف به قرب اجله و على ما يأتي به حينئذ قال تعالى إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ : نبيه على اعدائه
(وَالْفَتْحُ) : فتح مكة و قيل المراد جنس نصر الله المؤمنين و فتح مكة و سائر البلاد عليهم
(وَرَأَيْتَ) : أي بصرت
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ) : أي الاسلام
(أَفْوَاجاً) : أي جماعات بعدما كان يدخل فيه واحد بعد واحد و ذلك بعد فتح مكة
(و ذلك علامة أجلك) : أي النصر و ما بعده علامة قرب انتهاء أجلك قال البيضاوي في التفسير لعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة و كمال أمر الدين فهي كقوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ او لان الامر بالاستغفار ينبه على دنو الاجل : أي لانه يكون في خواتم الامور و لذا كان صلى الله عليه و سلم يستغفر بعد صلاته و اذا خرج من الخلاء و اذا افاض و لذا سميت سورة التوديع و الاكثر على ان هذه السورة نزلت قبل فتح مكة و انه نعي لرسول الله كان صلى الله عليه و سلم قال ابو حيان في النهر نزلت في ايام التشريق بمنى في حجة الوداع فعاش بعدها ثمانين يوما
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : أي متلبسا
(وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) : على العباد و كان صلى الله عليه و سلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قوله "سبحانك اللهم و بحمدك اللهم أغفر لي" و في رواية "استغفرك و أتوب اليك

(فقال عمر رضي الله عنه : ما أعلم منها الا ما تقول) : أي فأشار الى ان سبب تقديمه له على اخوانه و اقرانه هو سعة علمه و كمال فهمه

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان نزلت عليه إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ الا يقول فيها : سبحانك ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي )) - متفق عليه

و في رواية في الصحيحين عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر ان يقول في ركوعه و سجوده " سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي " يتأول القران

معنى (يتأول القران) : أي يعمل ما أمر به في القران في قوله تعالى :"فسبح بحمد ربك و استغفره

و في رواية مسلم : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر ان يقول قبل ان يموت : " سبحانك اللهم و بحمدك استغفرك و اتوب اليك " قالت عائشة رضي الله عنها قلت : يا رسول الله ما هذه الكلمات التي اراك احدثتها تقولها ؟ قال صلى الله عليه و سلم : جعلت لي علامة في أمتي اذا رأيتا قلتها إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ الى اخر السورة

و في رواية له : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من قول :"سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" قالت قلت يا رسول الله اراك تكثر من قول " سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" فقال صلى الله عليه و سلم : أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي فاذا رأيتها أكثرت من قول : " سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" فقد رأيتها : إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : فتح مكة وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً

شرح الحديث :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان نزلت عليه إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : و تسمى سورة النصر
(الا يقول فيها ) : أي في ركوعها و سجودها
(سبحانك) : أي تنزيها لك عما لا يليق بك من كل نقص
(اللهم) : يا الله
(وبحمدك) : الواو للحال و متعلق الظرف محذوف أي متلبسا بحمدك من أجل توفيقك لي و قيل عاطفة لجملة على جملة : أي انزهك و أتلبس بحمدك و قيل زائدة : أي أسبحك مع ملابسة حمدك و فدم التسبيح على التحميد لانه تنزيه عن النقائص و الحمد و ثناء بصفات الكمال و التخلية مقدمة على التحلية
(اللهم أغفر لي) : أي ما هو نقص بالنظر الى علي مقامي و ان لم يكن ذنبا في نفس الامر اذ الانبياء معصومون من الذنب مطلقا
(يكثر ان يقول في ركوعه و سجوده " سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي ") : ووجه عدم اخذ الفقهاء بقضية هذا الحديث حيث قالوا : انه يقول في الركوع : سبحان ربي العظيم و في السجود : سبحان ربي الاعلى دون ما ذكر في هذا الحديث من ان ما ذكروه هو ما واظب عليه صلى الله عليه و سلم طول عمره و غيره مما ضمه اليه تارة و اقتصر عليه اخرى









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:16 AM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (( أعذر الله الى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة )) - رواه البخاري

شرح الحديث :
قال العلماء معناه لم يترك له عذر يعتذر به في ترك صالح الاعمال اذا أمهله هذه المدة يقال أعذر الرجل اذ بلغ الغاية في العذر و قال التوربشتي : و منه قولهم : أعذر من انذر أي اتى بالعذر و أظهره و هذا مجاز من القول فان العذر لا يتوجه على الله و انما يتوجه له على عبيدة و حقيقة المعنى فيه ان الله تعالى لم يترك للعبد شيئا في الاعتذار يتمسك به

عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( يبعث كل عبد على ما مات عليه )) - رواه مسلم و ابن ماجه

شرح الحديث :
(يبعث) : بالبناء للمفعول
(كل عبد) : و المراد منه المكلف و لو حرا و امرأة
(على ما مات عليه) حتى يبعث صاحب المزمار و مزماره في يده ففيه تحريض للانسان على حسن العمل و ملازمة السنن المحمدية في سائر الاحوال و الاخلاص لله تعالى في الاقوال و الاعمال ليموت على تلك الحالة الحميدة فيبعث كذلك و في ختم المصنف هذا الباب بهذا الحديث كمال الحسن فانه محرض على تحسين العمل و الازدياد من الطاعات في سائر الاوقات لاحتمالها للموت و في اواخر العمر و سن الكبر و حال المرض أولى

عن أنس رضي الله عنه قال : ان الله عز و جل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم قبيل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي - متفق عليه

شرح الحديث :
(عن أنس رضي الله عنه قال : ان الله عز) : غلب فلا يغالب على مراده
(و جل) : عما لا يليق بشأنه
(تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه و سلم) فيه الاظهار في مقام الاضمار اشارة الى كمال التشريف له الله صلى الله عليه و سلم و تبركا بذكر اسمه تعالى و تلذذا به
(قبيل) : بالتصغير
(وفاته) : و ذلك لتكمل الشريعة و لا يبقى مما يوحي اليه به شئ
(حتى) : غاية للمبالغة
(توفي) : بالبناء للمجهول
(أكثر ما كان الوحي) : أي وقت أكثريته و لما تكامل ما أريد انزاله للعالم مما به انتظام معاشهم و معادهم قال تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فتوفي بعده النبي صلى الله عليه و سلم بأشهر

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع اشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه
فقال : لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله ؟
فقال عمر رضي الله عنه : انه من حيث علمتم فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت انه دعاني يومئذ الا ليريهم
قال : ما تقولون في قول الله تعالى : إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
فقال بعضهم : امرنا نحمد الله و نستغفره اذا نصرنا و فتح علينا و سكت بعضهم فلم يقل شيئا
فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟
فقلت : لا
قال : فما تقول؟
قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله له قال إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ و ذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا فقال عمر رضي الله عنه : ما أعلم منها الا ما تقول - رواه البخاري و الترمذي

شرح الحديث :
(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع اشياخ بدر) : أي يدخله معهم في المشورة و المهمات و ادخاله معهم مع كبر سنهم لكبر قدره بما عنده من العلوم و المعارف و قد كان يسمى البحر لسعة علمه
(فكأن بعضهم) : قال ابن النحوي : هو عبد الرحمن ابن عوف كما صرح به في البخاري في موضع اخر
(وجد) : غضب
(في نفسه) : من ذلك
(فقال : لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله ؟) : أي قال لعمر رضي الله عنه لم يدخل هذا معنا و لنا ابناء مثله في السن و يحتمل ان يكون في لقي النبي صلى الله عليه و سلم ايضا بالنسبة لبعضهم
(فقال عمر رضي الله عنه : انه من حيث علمتم) : أي من بيت النبوة و منبع العلوم و مصدر الاراء السديدة ثم اراد زيادة بيان لشرفه بكثرة علمه المقتضي لتقدمه

(فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فما رأيت) : أي علمت بقرائن الاحوال و في الاصل معتمد من صحيح البخاري "فما أريته" بصيغة المجهول أي ظننته
(انه دعاني يومئذ الا ليريهم) : أي يعلمهم
(قلت : هو أجل رسول الله أعلمه الله له) : أي للنبي أي ان المراد من السورة تنبيهه على ما يعرف به قرب اجله و على ما يأتي به حينئذ قال تعالى إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ : نبيه على اعدائه
(وَالْفَتْحُ) : فتح مكة و قيل المراد جنس نصر الله المؤمنين و فتح مكة و سائر البلاد عليهم
(وَرَأَيْتَ) : أي بصرت
(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ) : أي الاسلام
(أَفْوَاجاً) : أي جماعات بعدما كان يدخل فيه واحد بعد واحد و ذلك بعد فتح مكة
(و ذلك علامة أجلك) : أي النصر و ما بعده علامة قرب انتهاء أجلك قال البيضاوي في التفسير لعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة و كمال أمر الدين فهي كقوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ او لان الامر بالاستغفار ينبه على دنو الاجل : أي لانه يكون في خواتم الامور و لذا كان صلى الله عليه و سلم يستغفر بعد صلاته و اذا خرج من الخلاء و اذا افاض و لذا سميت سورة التوديع و الاكثر على ان هذه السورة نزلت قبل فتح مكة و انه نعي لرسول الله كان صلى الله عليه و سلم قال ابو حيان في النهر نزلت في ايام التشريق بمنى في حجة الوداع فعاش بعدها ثمانين يوما
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : أي متلبسا
(وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) : على العباد و كان صلى الله عليه و سلم بعد نزول هذه السورة يكثر من قوله "سبحانك اللهم و بحمدك اللهم أغفر لي" و في رواية "استغفرك و أتوب اليك

(فقال عمر رضي الله عنه : ما أعلم منها الا ما تقول) : أي فأشار الى ان سبب تقديمه له على اخوانه و اقرانه هو سعة علمه و كمال فهمه

عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان نزلت عليه إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ الا يقول فيها : سبحانك ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي )) - متفق عليه

و في رواية في الصحيحين عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر ان يقول في ركوعه و سجوده " سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي " يتأول القران

معنى (يتأول القران) : أي يعمل ما أمر به في القران في قوله تعالى :"فسبح بحمد ربك و استغفره

و في رواية مسلم : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر ان يقول قبل ان يموت : " سبحانك اللهم و بحمدك استغفرك و اتوب اليك " قالت عائشة رضي الله عنها قلت : يا رسول الله ما هذه الكلمات التي اراك احدثتها تقولها ؟ قال صلى الله عليه و سلم : جعلت لي علامة في أمتي اذا رأيتا قلتها إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ الى اخر السورة

و في رواية له : "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من قول :"سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" قالت قلت يا رسول الله اراك تكثر من قول " سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" فقال صلى الله عليه و سلم : أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي فاذا رأيتها أكثرت من قول : " سبحان الله و بحمده أستغفر الله و أتوب اليه" فقد رأيتها : إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : فتح مكة وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً {2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً

شرح الحديث :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : "ما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ان نزلت عليه إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ : و تسمى سورة النصر
(الا يقول فيها ) : أي في ركوعها و سجودها
(سبحانك) : أي تنزيها لك عما لا يليق بك من كل نقص
(اللهم) : يا الله
(وبحمدك) : الواو للحال و متعلق الظرف محذوف أي متلبسا بحمدك من أجل توفيقك لي و قيل عاطفة لجملة على جملة : أي انزهك و أتلبس بحمدك و قيل زائدة : أي أسبحك مع ملابسة حمدك و فدم التسبيح على التحميد لانه تنزيه عن النقائص و الحمد و ثناء بصفات الكمال و التخلية مقدمة على التحلية
(اللهم أغفر لي) : أي ما هو نقص بالنظر الى علي مقامي و ان لم يكن ذنبا في نفس الامر اذ الانبياء معصومون من الذنب مطلقا
(يكثر ان يقول في ركوعه و سجوده " سبحانك اللهم ربنا و بحمدك اللهم أغفر لي ") : ووجه عدم اخذ الفقهاء بقضية هذا الحديث حيث قالوا : انه يقول في الركوع : سبحان ربي العظيم و في السجود : سبحان ربي الاعلى دون ما ذكر في هذا الحديث من ان ما ذكروه هو ما واظب عليه صلى الله عليه و سلم طول عمره و غيره مما ضمه اليه تارة و اقتصر عليه اخرى









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:17 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في المبادرة إلى الخيرات و حث من توجه
لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( بادروا بالأعمال الصالحة فستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا و يمسي مؤمنا و يصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )) - رواه مسلم

شرح الحديث :
(بادروا بالأعمال الصالحة) : أي ائتوا بالعمل الصالح و ابتدروا إليه قبل ظهور المانع من الفتن فهو قريب من الحديث "اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك و صمتك قبل سقمك و غناك قبل فقرك و فراغك قبل شغلك و حياتك قبل موتك" ثم وصف الفتن المانعة من كمال العمل أو من أصله بأنها
(كقطع) بكسر ثم فتح جمع قطعة أي طائفة
(الليل المظلم) أي كلما ذهب ساعة منه مظلمة عقبتها ساعة مثل ذلك قال في النهاية : أراد فتنة سوداء تعظيما لشأنها و في الحديث إشارة إلى تتابع الفتن المضلة أواخر الزمان و كلما انقضى منها فتنة أعقبتها أخرى وقانا الله من الفتن بمنه و كرمه
(يصبح الرجل مؤمنا) أي باقيا على إيمانه الذي كان عليه
(و يمسي كافرا) يحتمل الكفران بالنعم لما يداخله من المعاصي المبعدة من ساحة الشكر و يحتمل الكفر الحقيقي قال القرطبي : و لا يمتنع حمله على ذلك لان الفتن إذا تراكمت أفسدت القلب و أورثته القسوة و الغفلة التي هي سبب الشقاء
(بعرض) : متاع و حطام
(من الدنيا) : أي اخذ العرض في مقابلة دينه بأن يأخذ أو يستحل مال أخيه المسلم أو يستحل الربا و الغش أو نحوه مما اجمع على تحريمه و علم من الدين بالضرورة قال القرطبي ففي الحديث التمسك بالدين

عن ابي سروعة عقبة بن الحارث رضي الله عنه قال : صليت وراء النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته فقال : ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت إن يحبسني فأمرت بقسمته - رواه البخاري

و في رواية له : كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت إن أبيته

معاني الحديث :
التبر : قطع ذهب أو فضة و قال الجوهري انه الذهب فقط فلذا قال في فتح
الباري : التبر الذهب إذا لم يصف و لم يضرب و أطلقه بعضهم على جميع جواهر الأرض قبل إن يصاغ أو يضرب حكاه ابن الانباري عن الكسائي و كذا أشار إليه ابن دريد و قيل هو المكسور حكاه ابن سيده

شرح الحديث :
(العصر) : أي صلاة العصر
(فسلم ثم قام مسرعا) : لعل تراخي القيام عن السلام مع مبادرته في الأثر و إسراعه انه إنما تذكر
(فتخطى رقاب الناس) أي قطع الصفوف حال جلوس الناس أما و هم قيام فيقال خرق الصفوف
(إلى بعض حجر نسائه) حجر جمع حجرة و هو اسم المنزل
(ففزع الناس من سرعته) أي خاف الناس من سرعته في السير إلى تلك الحجرة و عادته صلى الله عليه و سلم إن يمشي هونا و عادتهم الفزع إذا رأوا منه غير ما يعهدون خشية إن ينزل فيهم شئ يسؤهم
(فخرج عليهم فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته) في خروجه من الحجرة
(فقال : ذكرت شيئا من تبر) و في رواية "و أنا في الصلاة
(عندنا فكرهت إن يحبسني) أي يشغلني التفكير فيه عن التوجه و الإقبال على الله تعالى و فهم بعضهم معنى آخر
فقال : إن تأخير الصدقة يحبس التوجه و الإقبال على الله تعالى و فهم بعضهم معنى آخر
فقال : إن تأخير الصدقة يحبس صاحبها يوم القيامة
(فأمرت بقسمته) و في رواية فقسمته و فيه جواز الاستنابة مع القدرة على المباشرة

عن جابر رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا ؟ قال : في الجنة فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل - متفق عليه

شرح الحديث
(قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد) : قال الخطيب هو عمرو بن الحمام بن الجموح بن حرام الانصاري و قيل غيره لأنه كانت قصته هذه يوم بدر لا يوم أحد نقله المصنف في مهماته
(أرأيت) : أي اخبرني
(إن قتلت) : أي في سبيل الله
(فأين أنا ؟) : أي فأين أصير
(قال : في الجنة فألقى تمرات) : أي قليلات
(كن في يده) : أي كان يأكل منهن و لم يطمئن للأكل مسارعة للجهاد ثم لم يرض بالصبر مدة أكل تلك الحبات مسارعة للخيرات و استباقا لمر ضاة الله عليه
(ثم قاتل حتى قتل) و في أخرى عنه "لئن أنا حييت حتى اكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل" و ذكر ابن عقبة في مغازيه انه أول من قتل يومئذ من المسلمين

و في كتاب مفتاح البلاد في فضائل الغزو و الجهاد تأليف الشيخ محمد علان الصديقي البكري سيط ال الحسن روى الحاكم عن انس : إن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه و سلم
فقال : يا رسول الله إني رجل أسود اللون منتن الريح لا مال لي فان أنا قاتلت هؤلاء حتى اقتل فأين أنا ؟
قال : في الجنة
فقاتل حتى قتل فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال بيض الله وجهك و طيب ريحك و أكثر

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال : (( جاء رجل النبي صلى الله عليه و سلم
فقال : يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا
قال : إن تصدق و أنت صحيح شحيح تخشى الفقر و تأمل الغنى و لا تهمل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا و لفلان كذا و قد كان لفلان كذا )) - متفق عليه

معاني الحديث :
الحلقوم : مجرى النفس و المرئ : مجرى الطعام و الشراب

شرح الحديث :
(فقال : " يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا) و في رواية "أي الصدقة أفضل ؟
(قال : إن تصدق) بتشديد الصاد و الدال و أصله إن تتصدق
(و أنت صحيح شحيح) : قال الخطابي الشح أعم من البخل قال معنى الحديث : إن الشح غالب في حال الصحة فإذا سمح فيها و تصدق كان اصدق في نيته و أعظم لأجره بخلاف من ايس من الصحة و رأى مصير المال لغيره فان صدقته حينئذ ناقصة بالنسبة إلى حال الصحة و الشح و رجاء البقاء و خوف الفقر
(الفقر) أي إن أنفقت لوسوسة الشيطان بذاك قال تعالى : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
(و تأمل) : بضم الميم
(الغنى) أي تطمع به
(و لا تهمل) قال في فتح الباري :أي لا تؤخر الصدقة
(حتى إذا بلغت الحلقوم) أي الروح قاربت بلوغه إذ لو بلغته حقيقة لو تصح وصية و لا صدقة و لا شئ من تصرفاته بالإنفاق قلت ليأسك من الحياة أوصيت
(لفلان) : بما هو
(كذا و) : أوصيت
(لفلان) : بما هو
(كذا و قد كان لفلان كذا) : الظاهر إن هذا من باب الإقرار لا الوصية و قال الخطابي : فلان الأول و الثاني الموصي له و فلان الأخير الوارث قال ير يد يعني النبي صلى الله عليه و سلم انه إذا صار للوارث إن شاء أبطله و إن شاء أجازه و قال غيره يحتمل إن يكون المراد من جميع الموصي له

و قال الكرماني : يحتمل إن يكون الثالث الموروث أو الموصي له وقال الحافظ : و يحتمل إن يكون بعضها وصية و بعضها إقرار و قد وقع في رواية ابن المبارك : "قلت اصنعوا لفلان كذا و تصدقوا لفلان بكذا" و قيل هذا من باب التسجيل عليه : أي إذا كان طمعك في الحياة أوجب لك كتمان الحق اللازم لك إلى إن أيست منها فما أقررت به إلى ألان و لم تقر به قبل فأولى أن يوجب لك الطمع تأخير الصدقة إلى الآن فأحذر ذلك بأنك يؤخذ من مالك حيث لا ينفعك التحسر و لا يفيدك الندم

عن أنس رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم اخذ سيفا يوم أحد فقال : من يأخذ مني هذا ؟
فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا أنا
قال : فمن يأخذه بحقه ؟
فأحجم القوم فقال أبو دجامة رضي الله عنه : أنا اخذه بحقه فأخذه ففلق به هام المشركين - رواه مسلم

شرح الحديث :
(اخذ سيفا يوم أحد) : جبل معروف بالمدينة كانت عنده الغزوة المعروفة
(فقال : من يأخذ مني هذا ؟) : أي السيف مطلقا عن التقييد
(فبسطوا أيديهم) : أي مدوها لأخذه
(إنسان منهم يقول : أنا أنا) : اخذه و التكرار باعتبار التعدد في معنى كل
(قال : فمن يأخذه بحقه ؟) : قال القرطبي : يعني بهذا الحق إن يقاتل بذلك السيف إلى إن يفتح الله على المسلمين أو يموت
(فأحجم القوم) : لما فهموا ذلك
(فقال أبو دجانه رضي الله عنه : أنا اخذه بحقه) أي بعد إن قال يا رسول الله و ما حقه فقال إن تضرب به في وجه العدو حتى ينحني فقال أنا اخذه
(فأخذه) : أي فقام بشرطه ووفى بحقه
(ففلق) أي شق
(به هام) : أي رءوس
(المشركين) : و في سيرة ابن سيد الناس عن الزبير انه قال : وجدت في نفسي

حين سألت النبي صلى الله عليه و سلم السيف فمنعنيه و أعطاه أبا دجانة فقلت و الله لانظرن ما يصنع فاتبعه فأخذه عصابة حمراء فعصب بها رأسه فقال الأنصار اخرج أبو دجانة عصابة الموت و هكذا كان يقول إذا عصب بها فخرج و هو يقول : و نحن بالسفح لدي النخيل أنا الذي عاهدني خليلي اضرب بسيف الله و الرسول ألا أقوم الدهر في الكيول فجعل لا يلقى أحد إلا قتله









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:17 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في المجاهدة

عن ابي عبد الله و يقال ابو عبد الرحمن ثوبان مولى رسول الله قال سمعت رسول الله يقول : (( عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة )) - رواه مسلم و النسائي و ابن ماجه و ابي الدرداء

مناسبة الحديث
سبب رواية لحديث ان معدان ابن طلحه قال : "اتيت ثوبان فقلت : اخبرني بعمل اعمل به يدخلني الله به الجنه او قال احب الاعمال الى الله
فسكت
ثم سأله فسكت
ثم سأله الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة و حط عنك بها خطيئة ))
ثم لقي معدان ابا الدرداء فسأله فقال مثل ما قال ثوبان

شرح الحديث :
نصح رسول الله ثوبان ان يكثر من السجود مخلصا لله تعالى فان في كل سجدة (في ضمن ركعة او لنحو تلاوة او شكر و الا فالتعبد بالسجدة المنفردة غير مشروع ) يسجدها فان الله يرفعه بها درجة و يحط عنه خطيئه

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي : (( الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله و النار مثل ذلك )) - رواه البخاري وأحمد

معاني الحديث :
شراك النعل : سيور النعل التي تكون في وجهه و يختل المشي بدونها

شرح الحديث :
قال ابن مالك ان المعنى ان يسيرا من الطاعة قد يكون سببا في دخول الجنة و يسيرا من المعصية قد يكون سببا في دخول النار و قال ابن بطال : في الحديث ان الطاعة موصلة الى الجنة و ان المعصية موصلة الى النار ة انهما قد يكونان في ايسر الاشياء فينبغي للمرء الا يزهد في قليل من الخير يأتيه و لا في قليل من الشر ان يتجنبه فانه لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها و لا السيئة التي يسخط عليه بها

عن ابي صفوان عبد الله ابن بسر الأسلمي قال : قال رسول الله : (( خير الناس من طال عمره و حسن عمله )) - رواه الترمذي و أحمد

شرح الحديث :
ان افضل الناس من طال عمره فاكتسب في طول الايام ما يقربه الى مولاه و يوصله الى رضاه و حسن العمل الاتيان به مستوفيا للشروط و الاركان و المكملات

عن ابن عباس قال : قال رسول الله (( نعمتان مغبون فيها كثير من الناس : الصحة و الفراغ )) - رواه البخاري و الترمذي و ابن ماجه

معاني الحديث :
الغبن : الشراء بأضعاف الثمن او البيع بدون ثمن المثل
الصحة : أي في البدن
الفراغ : أي الفراغ من العوائق عن الطاعه

شرح الحديث :
قال ابن الخازن : أي ما يتنعم به الانسان و قال الطيبي : الحاله الحسنة التي يكون عليها الانسان و قيل النعمة عبارة عن المنفعة المفعوله على وجه الاحسان الى الغير. وفيه شبه الرسول المكلف بالتاجر الذي رأس ماله الصحة في بدنه و الفراغ من العوائق عن الطاعه فمن عامل الله تعالى بامتثال اوامره و ابتدر الصحة و الفراغ يربح و من لم يستثمر الصحة و الفراغ ضاع رأس ماله و لا ينفعه الندم )) - شرح الحديث

عن ابي هريره قال : قال رسول الله : (( ان الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب و ما تقرب الي عبدي بشئ احب الي مما افترضت عليه و ما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لاعيذنه )) - رواه البخاري و ابن حبان و ابو داوود و روي عن طريق عائشة و ميمونة و علي و أنس و حذيفه و معاذ ابن جبل و ابن عباس لا ينفعه الندم - شرح الحديث

معاني الحديث :
عادا : المعاداة ضد الموالاة و هو الايذاء بانكار ولايته عنادا و حسدا او عدم التأدب معه او سبه اما منازعة الولي في المحاكمة او خصومة لاستخراج الحق و كشف غامض فلا يدخل في هذا الوعيد
وليا : هو من تولى الله بالطاعة و التقوى فتولاه الله بالحفظ و النصرة و هو القريب من الله تعالى لتقربه اليه باتباع اوامره و اجتناب نواهيه
آذنته بالحرب : اعلمته بأني محارب له
يتقرب : يتحبب
النوافل : التطوعات في جميع اصناف العبادات

شرح الحديث :
يهدد الله تعالى من يؤذي اولياءه بأنه تعالى سوف يعاملهم معاملة المحارب من التجلي عليهم بمظاهر الجلال و العدل و الانتقام و هو من التهديد في الغاية القصوى لان غاية المحاربة الاهلاك (و اذا علمت ما في معاداه الولي من وعيد علمت ما في موالاته من جسيم الثواب) و افضل ما يتقرب به العبد لله الفروض كالصلاة و اداء الحقوق و بر الوالدين و نحو ذلك من الامور الواجبات و قد اضاف الله تعالى العبد له للتشريف المؤذن بالرفعه و التأهل لعلي المقامات.

و ما يزال العبد يتقرب الى الله تعالى بالتطوعات في جميع اصناف العبادات ( الظاهره كقراءة القران اذ هو من اعظم ما يتقرب به و كالذكر و كفى في شرفه قوله تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ و الباطنه كالزهد و الورع و التوكل و الرضا ) حتى يحبه الله تعالى و حب الله تعالى للعبد هو توفيقه لما يرضيه عنه و اثابته و معاملته بالاحسان و لابد من توضيح ان ادامة النوافل بعد اداء الفرائض اذ من غير اداءها لا يعتد بالنوافل فاذا احبه الله تعالى صار
( سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها ) و هي كنايه عن نصرة الله تعالى لعبده النتقرب اليه بما ذكر و تأييده و اعانته له و توليه في جميع أموره حتى كأنه تعالى نزل نفسه من عبده منزلة الالات و الجوارح أي انه تعالى هو الذي على هذه الافعال. (و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لاعيذنه) مما يخاف و هذه عادة الحبيب مع محبوبه.









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:17 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في اليقين و التوكل

عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا رواه الترمذي

:معاني الحديث

تغدو خماصا : تذهب أول النهارضامرة البطون من الجوع

تروح بطانا : ترجع اخر النهار ممتلئة البطون

:شرح الحديث

(لو أنكم تتوكلون) أي لو تحقق توكلكم (على الله حق توكله) بان تعتمدوا عليه في سائر الاحوال و تروا ان الخير بيده و من عنده (لرزقكم كما يرزق الطير) ال فيه للجنس (تغدو خماصا) جمع خميص و هو ضامر البطن و خماصا حال أي خالية الاجواف من القوت (و تروح بطانا) و هو العظيم البطن و حال ايضا قال السيوطي في قوت المغتذي : قال البيهقي في شعب الايمان : ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب بل ما يدل على طلب الرزق لان الطير اذا غدت فانها تغدو لطلب الرزق و انما اراد –و الله اعلم- لو توكلوا على الله تعالى في ذهابهم و مجيئهم و تصرفهم و رأوا ان الخير بيده و من عنده لم ينصرفوا الا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصا و تعود بطانا لكنهم يعتمدون على قوتهم و جلدهم و يغشون و يكذبون و لا ينصحون و هذا خلاف التوكل

عن ام المؤمنين ام سلمة و اسمها هند بنت ابي امية حذيفة المخزومية رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه و سلم كان اذا خرج من بيته قال :"بسم الله توكلت على الله و لا حول و لا قوة الا بالله اللهم اني اعوذ بك ان أضل (بفتح الاف و كسر الضاد) او اضل (بضم الاف و فتح الضاد) او أزل (بفتح الاف و كسر الزاي) او ازل (بضم الاف و فتح الزاي) او اظلم (بفتح الاف) او اظلم (بضم الاف) او أجهل (بفتح الاف) او يجهل (بضم الياء) علي رواه ابو داود و الترمذي و غيرهما

:شرح الحديث

(كان اذا خرج من بيته) أي اذا اراد الخروج و قيل بل هو على حقيقته : أي عقب الخروج (بسم الله) أي اتحصن (توكلت على الله) و على هذا المقام للتفويض مجازا عن الاستعلاء و قيل المراد طلب الاستعلاء بالله تعالى على مرام لتصبحه اعانته و لطفه و نحفظه من غير قصور (اللهم اني اعوذ) أي يا الله اني اعتصم و التجئ (بك) أي بقدرتك و عزتك من (ان اضل) أي اغيب عن معالي الامور بارتكاب نقائصها فأبوء بالقصور عن اداء مقام العبودية من ضل الماء في اللبن أي غاب (أو اضل) بضم الاف و فتح الضاد (مبني للمجهول) : أي يضلني غيري (او أزل) بفتح الاف و كسر الزاي أي انزل عن الطريق المستقيمة الى هوة ضدها غلبة الهوى او الاعراض عن اسباب التقوى و الانهماك في تحصيل الدنيا. من زلت قدمه أي وقع من علو الى هبوط و الوزلة المكان الرطب الذي لا تثبت عليه الرجل و به يظهر ان استعمال ازل هنا نوع تشبيه (او ازل) بضم الاف و فتح الزاي أي يستولي علي من يزلني عن المقام العالي الى السفاسف الدنى او بضم الاف و كسر الزاي أي من ان اوقع غيري في مهواة الزلل : أي المعاصي و الخلل

او اظلم بفتح الاف و سكون الظاء و كسر اللام أي اظلم غيري من الظلم أي وضع الشئ في غير محله او التصرف في حق الغير او اظلم ضم الاف و سكون الظاء و فتح اللام أي اظلم من أحد من العباد (او أجهل) بفتح الاف : أي اجهل الحق الواجب علي (او يجهل علي) بضم الياء في (يجهل) أي ان احمل على شئ ليس في خلقي و في الحديث "من استجهل مؤمنا فعليه اثمه" أي حمله على شئ ليس من خلق المؤمنين فأغضبه فأثمه على ذلك المحرج له لذلك

عن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من قال (يعني اذا خرج من بيته) بسم الله توكلت على الله و لا حول و لا قوة الا بالله يقال له هديت و كفيت و وقيت وتنحى عنه الشيطان رواه ابو داود و الترمذي و النسائي و غيرهم

:شرح الحديث

(بسم الله) أي أتحصن (توكلت على الله) أي فوضت امري اليه و عولت في سائر الاحوال عليه (و لا حول) يجوز في حول الفتح على اعمال لا و الرفع على اهمالها (و لا قوة) بالنصب عطفا على محل (حول) ان اعملت الاولى و بالفتح على اعمال الثانية و بالرفع على اعمالها (الا بالله) و معناها لا حول عن المعاصي الا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله الا بالله

قال صلى الله عليه و سلم : "كذا أخبرني جبريل عن الله تعالى" و في شرح المشكاة للقاري : أحسن ما ورد في معناه عن ابن مسعود قال : "كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلتها فقال : تدري ما تفسيرها؟ قلت : الله و رسوله اعلم قال : لا حول عن معصية الله و لا قوة على طاعة الله الا بعون الله أخرجه البزار و لعل تخصيصه بالطاعة و المعصية لانهما امران مهمان في الدين (يقال له) الجمله خبر الموصول الاسمى و القائل يحتمل ان يكون الله تعالى ام ملك (هديت و كفيت و وقيت) و هي بالبناء للمجهول في محل نائب فاعل لانه اريد منها اللفظ : أي باستعانتك باسمه تعالى و تحصنك به هديت الى الصراط المستقيم و كفيت كل مهم دنيوي و أخروي ووقيت أي حفظت من شر كل عدو و بواسطة صدقك في تفويض جميع الامر لبارئه و سلبك الحول و القوة عن كل أحد و اثباتها لله تعالى (وتنحى) بفتح أوليه و تشديد المهملة (عنه) أي مال عن جهنه و طريقه (الشيطان) فلا سبيل له اليه لكونه هدي ووقي من سائر الاعادي و كفي الهموم الخفايا و البوادي

عن انس رضي الله عنه قال كان اخوان على عهد النبي صلى الله عليه و سلم و كان احدهما يأتي النبي صلى الله عليه و سلم و الاخر يحترف فشكا المحترف اخاه للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : لعلك ترزق به رواه الترمذي

:معاني الحديث

يحترف : يتكسب و يتسبب :شرح الحديث

(عن انس رضي الله عنه قال كان اخوان) لم اقف على سماهما (على عهد) أي زمن حياة (النبي صلى الله عليه و سلم و كان احدهما يأتي النبي صلى الله عليه و سلم) و يلازمه ليتلقى من معارفه صلى الله عليه و سلم و يأخذ من اقواله و افعاله (و الاخر يحترف) افتعال من الحرفه و هي الصناعة و جهة الكسب (فشكا المحترف اخاه) في ترك الاحتراف (اخاه للنبي صلى الله عليه و سلم فقال) مسليا له و في انفراده بالاحتراف ترك اخيه الاسباب (لعلك ترزق به) أي فلعل قيامك بأمره سبب لتيسير رزقك لان الله في عون العبد ماكان العبد في عون اخيه

و في الحديث ايضا "و هل ترزقون" او قال "تنصرون الا بضعفائكم" و فيه تنبيه على ان من انقطع الى الله و اكتفى بتدبيره عن تدبير نفسه و سكن تحت جري مقاديره كفاه مهماته و في الحديث "تكفل الله لطالب العلم بالرزق" أي بتيسير وصوله اليه لما خرج عن حاجة نفسه و أقبل على باب مولاه و اكتفى به عن افعال نفسه و الا فما من دابة في الارض الا على الله رزقها

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "يدخل الجنة اقوام افئدتهم مثل افئدة الطير رواه مسلم

قيل معناه متوكلون و قيل افئدتهم رقيقة

:شرح الحديث

(قال يدخل الجنة) ظاهره مع الفائزين كما يدل على سياقه في مقام المدح لهم والا فجميع اهل الايمان يدخلون الجنة بوعد الله تعالى الذي لا يخلف وعده (اقوام) جمع قوم وهي جماعة الرجال في الاصل من دون النساء و لذا قال تعالى "لا يسخر قوم من قوم و لا نساء من نساء" و في عامة القران اريد به الرجال و النساء و ظاهر ما نحن فيه من قبيل الثاني (افئدتهم) في مختصر القاموس : الفؤاد القلب مذكرا او هو ما يتعلق بالمرء من كبد و رئة و قلب و جمعه افئدة و في كتاب الايمان من شرح مسلم للمصنف : المشهور ان الفؤاد هو القلب و قيل الفؤاد داخل القلب أي : الطبقة المقابلة للمعاني من العلوم و غيرها (مثل افئدة الطير) جمع طائر و يقع على الواحد و جمعه طيور او أطيار و قيل معناه المتوكلون و قيل افئدتهم رقيقة أي فهي اسرع فهما و قبولا للخير و امتثالا له









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:18 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب في بيان كثرة طرق الخير

عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "عرضت علي أعمال أمتي حسنها و سيئها فوجدت في محاسن أعمالها الاذى يماط عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن" - رواه مسلم

شرح الحديث :
(عرضت) : بالبناء للمفعول
(علي) : بتشديد الياء
(فوجدت) : أي رأيت
(في محاسن أعمالها الاذى) : كالحجر و الشوك
(يماط) : بالبناء للمفعول : أي ينحى
(عن الطريق) : لئلا يؤذي المارة ففيه التنبيه على فضل كل ما نفع الناس او أزال عنهم الضرر
(ووجدت في مساوئ) : أي سيئات
(أعمالها) : السيئة
(النخاعة) : قال في مختصر النهاية : و هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي النخاع
و (النخامة) : البزقة التي تخرج من أقصى الحلق من مخرج الخاء المعجمة
(تكون في المسجد) : في محل الصفة او الحال
(لا تدفن) : لا تزال بدفن او كشط قال المصنف : ظاهره ان الذم لا يختص بصاحب النخاعة و ان كان اثمه اكثر بل يدخل فيه كل من راها و لم يزيلها

عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه و سلم : "لا تحقرن من المعروف شيئا و لو ان تلقى أخاك بوجه طليق " - رواه مسلم

شرح الحديث :
(لا تحقرن) : أي لا تستقل
(من المعروف شيئا) : فتتركه لقلته فقد يكون سبب الوصول الى مرضاة الله تعالى كما في الحديث "و ان العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات" رواه أحمد و البخاري من حديث ابي هريرة مرفوعا
(و لو) كان هذا المعروف
(ان تلقى أخاك بوجه طليق) : أي وجه ضاحك مستبشر و ذلك لما فيه ايناس الاخ المؤمن و دفع الايحاش عنه و جبر خاطره و بذلك يحصل التأليف المطلوب بين المؤمنين

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها و لو فرسن شاة " - متفق عليه

شرح الحديث :
قال الجوهري : الفرسن من البعير كالحافر من الدابة قال و ربما استعير (بضم التاء) في الشاة
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "يا نساء المسلمات) : بنصب النساء و جر المسلمات تقديره يا نساء الأنفس المسلمات و قيل تقديره يا فاضلات المسلمات و يجوز في المسلمات الرفع على انه صفه على اللفظ على معنى يا أيها النساء المسلمات
(لا تحقرن جارة) أسدت
(لجارتها) شيئا من المعروف فتمتنع عنه لقلته
(و لو) كان
(فرسن شاة) كناية عن القلة و يحتمل ان يكون نهيا للمعطاة : أي لا تحقرن المعطاة الشئ القليل بل تشكر ذلك ففي الحديث "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
(الفرسن) : قال القاضي عياض في المشارق : بكسر الفاء و السين قال السيوطي في مختصر النهاية : هو عظم قليل اللحم
(الفرسن من البعير كالحافر من الدابة) أي ذوات الاربع كالحمار و البغل

و معنى الحديث لا تمنع جارة من الصدقة و الهدية لجارتها لاستقلالها و احتقارها الموجود عندها بل تجود بما تيسر و ان كان قليلا كفرسن شاة فهو خير من العدم قال تعالى : فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اتقوا النار و لو بشق تمرة "

عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين " - رواه مسلم
و في رواية له "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة "
و في رواية لهما "بينما يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له"

شرح الحديث :
(عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة) : أي يتنعم فيها بملاذها
(في شجرة قطعها من ظهر الطريق) : أي بسبب قطعه لها
(كانت تؤذي المسلمين) : ففيه فضل ازالة الاذى عن الطريق و قد تقدم أنه من شعب الايمان و فيه فضيلة كل ما نفع المسلمين و ازال عنهم ضررا (رواه مسلم)

(و في رواية له) أي لمسلم من حديث أبي هريرة أيضا مرفوعا
(مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال : و الله لأنحين) : من التنحية أي الازالة : أي لأزيلن هذا المضر عن طريق
(المسلمين لا يؤذيهم) أي ارادة ان لا يؤذيهم
(فأدخل الجنة) : بالبناء للمجهول و ظاهر هذا الخبر دخوله الجنة بمجرد نيته للفعل الجميل و يحتمل انه فعل ذلك و ترك ذكره للراوي اما سهوا و اما لامر اخر

(و في رواية لهما)عن أبي هريرة أيضا مرفوعا
(يمشي بطريق) : أي فيه
(وجد غصن شوك على الطريق فأخره) : بتشديد الخاء المعجمة : أي نحاه عن الطريق و في نسخه
(فأخذه) بتخفيف المعجمة و بالذال المعجمة : أي اخذه عن الطريق اذهابا لضرره
(فشكر الله له) ذلك الفعل اليسير : أي قبله منه
(فغفر) بالبناء لفاعل (له)

عن أبي الاشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من صلى البردين دخل الجنة" - متفق عليه

معاني الحديث :
البردان : الصبح و العصر

شرح الحديث :
(قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من صلى البردين) : مثنى برد ز المراد صلاة الفجر و العصر قال الخطابي سميا البردين لانهما يصليان في يردي النهار و هما طرفاه حين يطيب الهواء و تذهب شدة الحر
(دخل الجنة) : وجه نخصسصهما بالذكر ان وقت الصبح يكون عند النوم و لذته ووقت العصر يكون عند الاشتغال بتتمات اعمال النهار و تجارته و تهيئة العشاء ففي صلاته لهما مع ذلك دليل على خلوص النفس من الكسل و محبتها للعبادة و يلزم من ذلك اتيانه بجميع الصلوات الاخر و انه اذا حافظ عليهما كان أشد محافظة على غيرهما فالاقتصار عليهما لما ذكر لا لافادة ان من اقتصر عليهما بأن أتى بهما دون باقي الخمس يحصل له ذلك لانه خلاف النصوص و قيل المراد بالبردين الصبح و العشاء ووجه تخصيص العشاء ان في وقتها يكثر النعاس فيثقل البدن بواسطته مع الامتلاء بالعشاء فتتعطل الحركة فتشق الصلاة و اسبابها حينئذ مشقة ظاهرة فمن صلاها مع ذلك استحق دخول الجنة من غير سابقة عذاب

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2016, 02:19 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
حضارات مرت من هنا
اللقب:
مدير عام ومشرف قسم فك الرموز والشيفرات
الرتبة


البيانات
التسجيل: May 2014
العضوية: 21203
المشاركات: 12,167 [+]
بمعدل : 3.38 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حضارات مرت من هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حضارات مرت من هنا المنتدى : محمد رسول الله
افتراضي

باب الورع وترك الشبهات

قال الله تعالى :وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ - سورة النور من الآية 15
وقال تعالى : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ - سورة الفجر آية 14

الورع عند العلماء هو ترك ما لا بأس به حذرا مما به بأس، والشبهات جمع شبهة وهو ما لم يتضح وجها حله وحرمته.

عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: » إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب« متفق عليه.

(إن الحلال بين) أي ما أحل ظهر حليته بأن ورد نص على حله أو مهد أصل يمكن استخراج الجزئيات منه كقوله تعالى: خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فإن اللام للنفع، فعلم منه أن الأصل ما فيه الحل إلا أن يثبت ما يعارضه
(وإن الحرام بين) أي ما حرم واضح حرمته بأن ورد نص على تحريمه كالفواحش والمحارم وما فيه حد أو عقوبة أو مهد أصل مستخرج منه ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم »كل مسكر حرام «
(وبينهما) أي البين من الأمرين
(مشتبهات) لوقوعها بين أصلين ومشاركتها لأفراد كل منهما
(لا يعلمهن كثير من الناس) لتعارض الأمارتين، ولم يقل كل الناس لأن العلماء المحققين لا يشتبه عليهم ذلك، فإذا تردد ذلك بين الحل والحرمة ولم يكن نص أو إجماع اجتهد فيه المجتهد فألحقه بأحدهما بدليل شرعي، وإذا لم يبق له شئ فالورع تركه. وقد اختلف العلماء في المشتبهات المشار إليها في هذا الحديث فقيل حرام لقوله: فمن اتقى الشبهات...الخ، قالوا: ومن لم يستبرئ لعرضه ودينه فقد وقع في الحرام. وقيل هي حلال بدليل قوله: كالراعي يرعى حول الحمى، فدل على أنه لابس الحرام المرموز عنه بالحمى، وأن الترك ورع
(فمن اتقى الشبهات) أي من احترز وحفظ نفسه عنها
(فقد استبرأ ) أي طلب البراءة أو حصلها
(لدينه) من ذم الشرع
(وعرضه) من وقوع الناس فيه لاتهامه بمواقعة المحظورات إن واقع الشبهات. وقيل المراد بالعرض البدن: أي طهر دينه وبدنه
(ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) لأن من سهل على نفسه ارتكاب الشبهة أوصله الحال متدرجا إلى ارتكاب المحرمات المقطوع بحرمتها أو ارتكب المحرمات لأن ما ارتكبه ربما كان حراما في نفس الأمر فيقع فيه (كالراعي يرعى حول الحمى) هو ما حمي من الأرض لأجل الدواب ويمنع دخول الغير، وهذا غير جائز إلا لله ورسوله لحديث »لا حمى إلا لله ورسوله«
(يوشك) أي يسرع
(أن يرتع فيه) أي في ذلك الحمى بناء على تساهله في المحافظة وجراءته عل الرعي. ثم نبه بكلمه
(ألا) على أمور خطرة في الشرع في ثلاثة مواضع إرشادًا إلى أن كل أمر دخله حرف التنبيه له شأن ينبغي أن ينتبه له المخاطب ويستأنف الكلام لأجله فقال
(ألا وإن لكل ملك حمى) يمنع الناس عنه ويعاقب عليه
(ألا وإن حمى الله محارمه) وهي المعاصي فمن دخلها بالتلبس بشيء منها استحق العقوبة، وشبه المحارم من حيث أنها ممنوع التبسط منها بحمى السلطان. ولما كان التورع والتهتك مما يتبع سلامة القلب وفساده نبه على ذلك بقوله
(ألا أن في الجسد مضغة) أي قطعة من اللحم قدر ما يمضغ
(إذا صلحت) بفتح اللام أفصح من ضمها: أي بالإيمان والعلم والعرفان
(صلح الجسد كله) بالأعمال والأخلاق والأحوال
(وإذا فسدت) أي تلك المضغة بالجحود والشك والكفران
(فسد الجسد كله) بالفجور والعصيان
(ألا وهي) أي المضغة الموصوفة بما ذكر
(القلب) فهو الملك والأعضاء كالرعية.

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس« رواه مسلم.

(البر) وهو لمقابلته بالفجور: عبارة عما اقتضاه الشرع وجوبا، كما أن الإثم عما نهى الشرع عنه وجوبا أو ندبا، وتارة يقابل بالعقوق فيكون عبارة عن الإحسان، كما أن العقوق عبارة عن الإساءة
(حسن الخلق) أي معظم البر حسن الخلق: أي التخلق، فالحصر فيه مجازي كما في قوله »الحج عرفة« و»الدين النصيحة«، والمراد منه الخلق المعروف الذي هو طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل الندى وأن بحب للناس ما يحب لنفسه
(والإثم) أي الذنب
(ما حاك) أي تردد وتحرك، وقيل أس رسخ وأثر
(في نفسك) اضطرابا وقلقا ونفورا وكراهية لعدم طمأنينتها ومن ثم لم يرض بالاطلاع عليه
(وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي وجوههم وأشرافهم. وقد تبين من الحديث أن للإثم علامتين، وفيه أن للنفس شعورا من أصل الفطرة بما تحمد وتذم عاقبته ولكن غلبت عليها الشهوة فأوجبت لها الإقدام على ما يضرها، فإذا عرفت هذا اتضح لك وجه كون التأثير في النفس علامة للإثم لأنه لا يصدر إلا لشعورها بسوء عاقبته. ووجوه كون كراهة اطلاع الناس على الشيء دليل الإثم أن النفس بطبعها تحب اطلاع الناس على خيرها وبرها وتكره ضد ذلك، فكراهتها اطلاع الناس على فعلها ذلك يدل على أنه إثم. ولا تعتبر كل علامة منهما علامة مستقلة على الإثم من غير احتياج إلى الأخرى ولكن كل جزء علامة، والعلامة الحقيقية مركبة من كل منهما كل محتمل وحينئذ فما وجد فيه العلامتان معًا فإثم قطعًا كالرياء والزنا وما انتفيتا فلا، وهما متلازمتان؛ لأن كراهة النفس تستلزم كراهة اطلاعهم وعكسه. والحديث مخصوص بغير مجرد خطور المعصية، ما لم يعمل أو يتكلم
(رواه مسلم) وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم بل من أوجزها؛ إذ البر كلمة جامعة لجميع أفعال الخير وخصال المعروف، والإثم كلمة جامعة لجميع أفعال الشر والقبائح كبيرها وصغيرها، ولذا قابل صلى الله عليه وسلم بينهما.

عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: »حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك« رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

(دع) الظاهر أنه أمر ندب وإرشاد وحض على مكارم الأخلاق بالتورع عن الشبه، وليس أمر إيجاب بحيث يأثم تاركه ويكون عاصيًا بتركه
(ما يريبك إلى ما لا يريبك) تقول رابني فلان: إذا رأيت منه ما يريبك وتكرهه، المعنى أن اترك ما تشك فيه أي مما تعارض فيه دليلا الحل والتحريم وخذ ما لا تشك فيه مما قام النص على حله أو قال بحله مجتهد، قياسا على ما جاء حله في النص ولم يعارضه ما يرده.

******* ******* ******* *******









توقيع : حضارات مرت من هنا

عرض البوم صور حضارات مرت من هنا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احاديث صحيحه من صحيح البخارى شيماء وجيه الاسلاميات العامة 3 31-08-2009 10:46 AM
حصريا... صحيح البخاري ومسلم بدر برامج الجوال 0 15-07-2009 02:13 PM
البخاري خولة الاسلاميات العامة 0 02-07-2009 08:43 PM
سلسلة شروح لأحاديث البخاري بدر الاناشيد الاسلامية والادعية والابتهالات 1 02-07-2009 04:12 PM
أحـــاديث الرسول صلى الله علية وسلم علي جهازك (( صحيح البخاري )) مع تحياتى محمود حجاج ابن السلطان محمد رسول الله 0 21-06-2009 02:49 PM


الساعة الآن 12:44 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir